أكد عدد من المختصين وعلماء الآثار على أن إعادة القطع الأثرية وتقديمها للجهة الحكومية المختصة بها، وهي “الهيئة العامة للسياحة والآثار”، يعد واجباً وطنياً ومساهمة حضارية في حفظ الآثار وتعريف المواطنين والزوار بها، من خلال عرضها في المتاحف. وأشاروا إلى أن معرض “الآثار الوطنية المستعادة” ستقيمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في المتحف الوطني بالرياض، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية”، وهو يمثل خطوة مهمة للتوعية بأهمية إعادة الآثار والمحافظة عليها. وستكون مشاركة الهيئة في “الجنادرية 27′′ في عدد من الأنشطة، بالإضافة إلى معرض الآثار المستعادة من الخارج، ومنها معرض قطاع الآثار بالسوق الشعبي بالجنادرية الذي يتضمن لوحات تحمل رسائل توعوية عن استعادة الآثار الوطنية، وندوة دولية عن استعادة الآثار الوطنية بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي؛ وعرض رسائل توعوية عن استعادة الآثار الوطنية في لوحات الملاعب الإلكترونية أثناء إقامة المباريات الرياضية، ومعارض صور في مدارس التعليم العام عن استعادة الآثار الوطنية، ومحاضرات ومعارض في الجامعات السعودية عن استعادة الآثار الوطنية، ومعارض توعوية تقام في المراكز التجارية الرئيسة في جميع مناطق المملكة. وستقدم الهيئة الدعم التسويقي للمهرجان من خلال عدد من الوسائل، منها تمكين اللجنة المنظمة للمهرجان من الاستفادة من مراكز المعلومات السياحية في المطارات والأسواق، لتوزيع مطبوعات ونشرات المهرجان. كما سيقوم مركز المعلومات والأبحاث السياحية “ماس” بالهيئة باستطلاع أراء الزوار والمشاركين في المهرجان، للإسهام في التغطية الإحصائية وتقييم الأثر الاقتصادي للمهرجان. أما في المجال الإعلامي فستعمل الهيئة على نشر تقارير عن المهرجان من خلال مجلة ترحال ومجلة “سعودي فويجر” الإنجليزية، ومواقع الهيئة الإلكترونية وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى نشرة سياحة وآثار سعودية، وبرنامج سياحة سعودية، لإبراز دور المهرجان في السياحة المحلية. وأكد عالم الآثار، وعضو اللجنة الاستشارية للآثار والمتاحف، عبدالرحمن الطيب الأنصاري، أن تنظيم هذا المعرض يعد تقديراً كبيراً من خادم الحرمين الشريفين لقيمة الآثار ودورها الوطني والتاريخي، معتبراً أن جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار بقيادة الأمير سلطان بن سلمان، في حماية وحفظ واسترداد الآثار جهود تستحق الشكر. واعتبر الأنصاري أن حرص رئيس الهيئة على إطلاق مبادرة البعد الحضاري لدعم الانتماء للوطن وتراثه، وكذلك إطلاق حملة استعادة الآثار الوطنية، أسفرا عن نتائج طيبة، حيث أثمر، كما سمعت مؤخراً، عن تسليم عدد من المواطنين بعض القطع الأثرية لهيئة السياحة. وأوضح الأنصاري أن تعزيز قيمة وأهمية الآثار، وتنمية الوعي الفكري والمعرفي بين شرائح المجتمع، والتوعية بأهمية وقف العبث والتعدي على المواقع الأثرية، ورفع وعي المواطنين بإعادة ما لديهم من آثار، أسهم بصورة لافتة في استرداد جانب كبير من التراث الوطني الذي سيُعرض جزء منه خلال هذا المعرض، انطلاقاً من كون الآثار والتراث الوطني تمثل الهوية الوطنية، ولذلك تحرص الدول، ومنها المملكة، على جمعه وتوثيقه والحفاظ عليه، لأنه يمثل الجذور التاريخية للأمم، ويقوم بدور كبير في الحفاظ على بقاء الهوية الثقافية لأي مجتمع. وأشار عميد كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، عضو اللجنة الاستشارية للآثار والمتاحف، سعيد السعيد، إلى أن استعادة الآثار قضية بالغة الأهمية، لما لها من تأثير إيجابي على حفظ التراث الوطني، موضحاً أن معرض الآثار الوطنية المستعادة يأتي ضمن الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين، ممثلة بالهيئة العامة للسياحة والآثار في حماية واسترداد الآثار من الخارج والداخل، الذي تعتبره جزءاً من المكون الثقافي للشخصية الوطنية، مبيناً أن الهيئة، وبتوجيهات من رئيسها، تقوم بجهود مميزة في هذا الإطار، حيث تمكنت من استعادة مجموعة كبيرة جداً من القطع الأثرية التي تسربت خارج الوطن، بطرق غير مشروعة، أو في مراحل زمنية لم تكن تجرم ذلك من سنوات طويلة. وأضاف السعيد أن هذه الجهود ستسهم بصورة كبيرة في استعادة آثارنا التي خرجت في الماضي البعيد من أصحاب المجاميع الخاصة والمتاحف العالمية، علماً بأن الآثار السعودية المهربة ليست بالكم الكبير، مقارنة بما حدث للدول المجاورة. واعتبر السعيد أن توعية المواطنين بأهمية إعادة القطع الأثرية التي تحت أيديهم، أو التي يعرفون مكانها، إلى الجهة المختصة، تتطلب عدداً من الفعاليات، ومنها معرض الآثار المستعادة، وأيضاً الندوة التي ستنظمها قريباً كلية الآثار في جامعة الملك سعود، من أجل رفع مستوى الوعي المجتمعي بقيمة الآثار. ومن جانبه، أكد عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، وعضو اللجنة الاستشارية للآثار والمتاحف، مشلح بن كميخ المريخي، على أن الاهتمام بالمحافظة على التراث الوطني دور منوط بالحكومة، وهي تؤديه بشكل مميز، ويتضح ذلك في كثير من القرارات التي تدعم هذا التوجه، خاصة في مجال استعادة الآثار، حيث تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار، كجهة مسؤولة عن الآثار بالمملكة، على استرداد ما تم تهريبه من التراث الوطني، ضمن منظومة متكاملة في إطار النظام الدولي لاستعادة الآثار من الخارج والداخل، وفق خطط قصيرة وطويلة الأجل، ولدى الهيئة آليات لتحفيز الجميع لإعادة ما لديهم من آثار. وأشار المريخي إلى أن الآثار جزء مهم من الإرث الحضاري للأمم، ومن حق كل دولة استعادة آثارها، مشدداً على أن اهتمام خادم الحرمين وحكومته مثال حي على هذا الدعم الحيوي للهوية والدور الحضاري للشعب السعودي، موضحاً أن الهيئة وفقت في هذا الجانب، من خلال التوعية المجتمعية بأهمية الآثار، وجدوى إعادتها للجهة المسؤولة عنها، سواء من خلال المعارض والندوات والورش، أو من خلال الإعلام والتعليم، متوقعاً أن يسهم المعرض في رفع وعي المواطنين بأهمية تسليم ما لديهم من آثار للهيئة. سعيد السعيد
مشلح المريخي
الأمير سلطان بن سلمان يدشن حملة الآثار المستعادة الرياض | منيرة الرشيدي