أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أهمية البحوث التي يجريها العلماء في مجال علم الجينوم البشري، لما لها من دور إيجابي في سبيل وقاية الإنسان من الأمراض المستعصية التي قد يتعرض لها لا سمح الله. وقال في تصريح صحفي عقب رعايته حفل إطلاق مشروع البرنامج الوطني للجينوم البشري، أمس، «إن كل شيء يتم بأمر الله العلي القدير، والمكتوب سوف يحدث على الإنسان، ولكن الوقاية خير من العلاج، حيث إن عديداً من الأفراد لا يعلمون عن إصابتهم بالأمراض المستعصية إلا بعد مرور سنين، مثل: الأمراض السرطانية والزهايمر، ومن الممكن من خلال بحوث الجينوم البشري التي تدرس حالة الفرد أن يكون فيها المنفعة والخير للجميع». ودعا الأمير مقرن القائمين على البرنامج الوطني للجينوم البشري، إلى تكثيف الشرح العلمي عن هذا البرنامج، وتوضيحه لأفراد المجتمع، من حيث إن البحوث التي يجريها لا تمس خصوصيَّة الفرد، بل تتم بسرية تامة من أجل أن تقدِّم له خدمة إنسانية يحتاجها في المستقبل لتفادي أي مرض قد يتعرض له لا سمح الله. وشدد الأمير مقرن على أهمية البحث العلمي في مختلف المجالات، مستشهداً بما تقوم به مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من جهود في ذلك المجال، مشيراً إلى أن البحث العلمي غالي الثمن، ويحتاج إلى وقت، وجهد، وإلى استقطاب عقول مُبدعة، كما يظل الباحث مواصلاً أبحاثه عن المعلومة إلى أن يقدم النتائج العلمية التي تُفيد الجميع. كما قدم شكره للدكتور السويل والأمير تركي بن سعود والعاملين بالمدينة والباحثين المتعاونين معهم، على ما يقومون به من جهود وبرامج علمية، وخص بالشكر رئيس البرنامج الدكتور سلطان السديري، وفريق الباحثين في هذا المشروع من المدينة، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. من جانبه تطرق السويل للجهود التي تبذلها المملكة في مجال الموروثيات من خلال حرصها على إيجاد استراتيجية فعالة للاستفادة من أحدث التطورات العلمية في هذا المجال. وألمح إلى أن أبرز ملامح المشروع هي تكوين فريق وطني للقيام بنشاط التسلسل القاعدي، وإنشاء مختبر مركزي على أعلى المستويات التقنية وإنشاء مختبر مرجعي للتدريب وإعداد الكوادر السعودية، إلى جانب إنشاء موقع إلكتروني يحوي جميع المعلومات والضوابط العلمية والأخلاقية الخاصة بهذا النشاط، وإنشاء وحدة وطنية للحاسب الآلي في مجال المعلومات الحياتية لتحليل الكم الكبير من المعلومات البيولوجية الصحية، بالإضافة لاستكمال ما بدأته المدينة من إنشاء عدد من المختبرات الطرفية في عدد من المراكز الصحية في أنحاء مختلفة من المملكة. وأكد أن المشروع سيضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجال العلاج الشخصي، مفيداً أن البرنامج يعتمد على استثمار قدرات سعودية ذات كفاءة طبية وعلمية في جهات أكاديمية وصحية من مختلف مناطق المملكة متسلحين بأحدث الأدوات البحثية والتقنيات المساندة إلى ذلك استعرض الرئيس التنفيذي لمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور سلطان السديري تاريخ علم الجينوم، مبيناً أنه تم الإعلان قبل عشر سنوات عن كامل الشفرة الوراثية للإنسان، المكونة من ثلاثة بلايين قاعدة مكوناً ما يقارب 30 ألف موروث، وبتكلفة تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، لعمل دام أكثر من 13 عاماً، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز أوجد سباقاً بين الأمم المتقدمة لتكوين قواعد بيانات ضخمة عن تتابع الجينوم البشري في الصحة والمرض في مجتمعاتهم لإحداث نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية. إثر ذلك دشن النائب الثاني الموقع الإلكتروني لمركز الموروثات السعودي الذي يعرض عديدا من التبويبات التي تتضمن معلومات دقيقة عن البرنامج ، كما يعرض جميع الأنظمة والضوابط الأخلاقية التي تحكم العمل في مجال الجينوم البشري. ثم رعى مراسم توقيع وثيقة التعاون لتفعيل العمل في البرنامج الوطني الجينوم البشري بين المدينة ووزارة الصحة، ممثلة في مجلس الخدمة الصحية وجامعات الملك سعود، حائل، الملك عبدالعزيز، طيبة، الملك فيصل وأم القرى. عقب ذلك اطلع على جهاز الجينوم البشري والجهاز المتنقل الذي يستخدمه برنامج المورثات (الجينوم البشري السعودي).