"يجب على كل شخص تنمية وإطلاق الموهبة التي يملكها وتعيش داخله لتأتي ثمارها في المجتمع الذي يعيشه" بهذه العبارة بدأ الدكتور ناصر سعد الرشيد محاضرته بعنوان (تنمية المَلَكة) التي أستضافتها قاعة قس بن ساعدة في نادي نجران الأدبي الثقافي واستمرت ساعة ونصف وأداراها أحمد السعدي. وقال إن ملكية العقل والفكر نشأت منذُ فترة بعيدة من الزمن وظهرت نتائجها بحسب أصحابها في كل مجتمعِ من الزمن ، حيث ترتبط بالموهبة والنبوغ الذي يُسيطر على أقران صاحب الموهبة فتبرز وتصبح جليّه وعلامة بارزه في جيل المجتمع التي وُجدت فيه. وأضاف أن النبوغ والذكاء وجهان لعملة واحدة يكملان بعضهما ويسيران في طريقِ متوازي لتحقيق الفكر المتوقدّ والجسم السليم في المجتمع موضحاً أنه ليس بالضرورة أن يكن الشخص متفرداً عن أقرانه بصفات قيادية دون الغير ، بل أنّ النبوغ قد يتوزع بطرق أخرى في عدة أشخاص لُيسهم في بناء مجتمع واعِ وفكرِ مثقف والتاريخ شاهدٌ على ذلك فالخلفاء الأربعة توزعت صفاتهم بين الشجاعة والكرم والعدل والصدق ليكونوا ( ملكَة فكر وعقل ونبوغ ) . وبينّ أن الموهبة بدأت من الإمام الشافعي في انفراده بالنبوغ في مجالاته ومنها بداية أصول الفقه ومؤسس علم العروض الخليل الفراهيدي والشيخ ابن تيميه تراوح بين هؤلاء الموهبة والنبوغ الفكري الذي قلَ وجوده . وفي نهاية المحاضرة قام الحضور بطرح المداخلات على ضيف الأمسية تنوعت في مضمونها بين كيفية استثمار الموهبة وهل للمجتمع أم المدارس أم الأسرة الدور في رعايتها ، والتساؤل عن الذكاء المُتعدد وهل يندرج تحت مظلة النبوغ بأنواعه ، وماهو دور الإشراف التربوي ورعاية الموهوبين في الاهتمام بالنشء وإيجاد البرامج المناسبة للفئات العمرية للمدارس لتأتي بنتائجها في المستقبل . بعدها قام رئيس نادي نجران الأدبي الثقافي سعيد آل مرضمة بتكريم الدكتور ناصر الرشيد .