عديدة هي المآسي التي شهدتها العائلات التونسية بسب الغاز أو ما يعرف "بثاني أكسيد الكربون" هذا السائل الذي لاطعم و لا لون ولا رائحة له إذ بين الفترة والأخرى تسقط ضحية جديدة لهذا القاتل الناعم و قد جدت في بحر هذا الأسبوع حادثتان لتسرب الغاز الأولى بمنطقة سليمان التابعة لولاية (محافظة) نابل و الثانية بجهة الكرم الغربي شمالي العاصمة تونس. و تتمثل صورة الحادثة الأولى في هلاك زوجين سالم و كريمة ليلة زفافهما حيث إنتهت الحكاية قبل أن تبدأ و السبب تسرب للغاز كان كفيلا بإزهاق روحيهما فقد روى أحد أحد أشقاء العريس و يدعى حسن أنه هاتف أخاه في ساعة متأخرة من ليلة زفافه للإطمئنان عليه لاكن ما من مجيب فدب الشك بين أفراد العائلة الذين سارعوا بالتحول إلى بيت إبنهم ليجدوه ممددا جثة هامدة وقد فارق الحياة أما زوجته كريمة و رغم نقلها إلى المستشفى العسكري بتونس العاصمة إلا أنها فارقت الحياة هذا ونشير إلى أن أفراد عائلة العريس أرادوا دفن جثماني الزوجين في قبر واحد إلا أن بعض أشقاء العروس فضلوا مواراتها الثرى بمسقط رأسها بجهة الساحل التونسي. أما الحادثة الثانية فتمثلت في هلاك زوجة تدعى روضة و نجاة زوجها ماهر حيث تعرضا إلى الاختناق بالغاز حسب ما جاء في رواية الزوج الذي أكد أن زوجته أخبرته ليلة الواقعة أنها تشعر بغثيان شديد و بدأت بالتقيؤ و بدوره شعر هو أيضا بحالة من التعب و الإغماء و لعل المؤسف في هذه الحادثة كما روى زوج القتيلة أن هذه الأخيرة فارقت الحياة و هي تنتظر مولودها الأول وهو من جنس الإناث كانت قد إختارت له من الأسماء " ملاك". و للإشارة فقط نذكر بأنه منذ مدة ليست بالبعيدة كان عروسين من منطقة الزهروني غرب العاصمة تونس تعرضا أيضا للإختناق بالغاز فتوفي الزوج على الفور في حين نجت العروس بأعجوبة. و لعل من أشهر حالات الموت نتيجة تسرب للغاز وفاة لاعب فريق أولمبيك الكاف لكرة القدم زياد دربال متأثرا بإستنشاقه لمادة "ثاني أكسيد الكربون" القاتل و كذالك الإعلامي التونسي المعروف صالح جغام الذي باغته الغاز وهو في غرفة الحمام فكانت النهاية . رحم الله الجميع