أدى استمرار إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي لمعبر كرم أبو سالم أقصى جنوب قطاع غزة، إلى ألحاق أضرار بمختلف الجوانب الاقتصادية والتجارية في القطاع المحاصر منذ أكثر من ستة أعوام. واعتبر اقتصاديون السياسة الاسرائيلية بتعمد إغلاق معبر كرم أبو سالم الشريان التجاري الوحيد لقطاع غزة، شكلا من إشكال العقاب الجماعي الذي أدى الى تراجع كبير في الاقتصاد الغزي المنهك أصلا من الحصار. ويقول الخبير الاقتصادي عمر شعبان، "اغلاق قوات الاحتلال لمعبر كرم أبو سالم ألحق أضرارا كبيرة باقتصاد قطاع غزة." ويعد معبر أبو سالم المنفذ التجاري الوحيد المفتوح أمام البضائع والمساعدات الإنسانية القادمة الى قطاع غزة، حيث تغلق إسرائيل منذ سنوات باقي المعابر الخمسة. وتحيط بقطاع غزة سبعة معابر، تخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل، والمعبر الوحيد الخارج عن سيطرة الاحتلال هو معبر رفح الذي يربط القطاع بجمهورية مصر العربية. والمعابر الستة التي تتحكم بها إسرائيل هي: المنطار (كارني) شرق مدينة غزة، وبيت حانون (إيرز) شمال غزة، والعودة (صوفا) شرق رفح، والشجاعية (ناحال عوز) شرق مدينة غزة، وكرم أبو سالم (كيرم شالوم) شرق رفح، والقرارة (كيسوفيم) ويقع شرق خان يونس. وأوضح شعبان، "إن اغلاق المعبر ألحق أضرارا مباشرة وغير مباشرة بالاقتصاد الغزي المنهك أصلا من الحصار الاسرائيلي." وتقدر جهات اقتصادية في قطاع غزة، حجم خسائر القطاع الخاص الناتجة عن استمرار اغلاق المعبر منذ بداية العام بلغت حوالي 70 مليون دولار أمريكي. وبين شعبان، أن حوالي 60% من السلع التجارية تدخل الى قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم، مشيرا الى أن استمرار اغلاق المعبر ألحق خسائر كبيرة بالقطاعات الصناعية والتجارية المختلفة حيث تضطر الكثير من المصانع والمنشآت التجارية الى التوقف عن العمل وإغلاق أبوابها بسبب عدم توفر المواد الخام. وتبرر قوات الاحتلال اغلاقها لمعبر كرم أبو سالم بقيام جهات فلسطينية باطلاق قذائف صاروخية صوب البلدات الاسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وفي هذا الصدد طالب شعبان، بتجنيب المعابر من دائرة الصراع واستخدامها كسياسة عقاب جماعي ضد 1.5 مليون شخص يقطنون قطاع غزة. من جانبه طالب أسامة كحيل رئيس اتحاد المقاولين بقطاع غزة، بفتح معبر كرم أبو سالم بشكل مستمر، منوها الى أنه سيتم طرح سياسة العقاب الجماعي الاسرائيلية والمتمثلة باغلاق المعبر على وفد من الرباعية الدولية يزور القطاع غدا. واضاف كحيل، أن استمرار اغلاق المعبر كبد قطاع المقاولات والإنشاءات خسائر كبيرة، مشيرا الى أن ما يدخل على المعبر يكفي ليوم واحد فقط حيث لا يوجد مخزون استراتيجي من مواد البناء. وتابع كحيل أن اغلاق المعبر يؤدي الى ارتفاع المصاريف الإدارية ويتم فرض غرامات على المقاولين بسبب تأخرهم بتسليم المشاريع في موعدها المحدد. كما أدى اغلاق معبر كرم أبو سالم الى حدوث أزمة في غاز الطهي.