وبعد أن حدثنا الشيخ المسن الوقور عن نعمة الآمن والآمان التي نعيشها,من بعدما جثمتْ أسوأ صور القتل والشتات, والرعب والضياع, على كل أصقاع هذا الوطن الكبير,من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه,حتى لمّ الملك المؤسس عبدالعزيز الشعثَ ووحد الوطن,وبسط رداء الآمن الوارف,وجعل دستور البلاد كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم! قال في حدِّة وإصرار,وبنبرة الواثق الخبير,والله الذي لاإله إلاهو أننا نرضى ونكتفي ولو بقرص من التميس لاغير,لتبقى لنا هذه الحكومة السعودية الرشيدة,التي حفظتْ لنا الحقوق,وأمَنَتنا من الخوف,وجعلتْ الحكم فيها بشرع الله..ثم أردف قائلا(مَنْ مِثل أل سعود من الحكام في هذه الآرض؟!) وأجاب (لاأحد..لاأحد)!! وهذا الشيخ يُذكّرني بالشيخ أبي بكر الجزائري حفظه الله,حين قال في إحدى محاضراته,والله الذي لاإله إلا هو, لو أُخير في أن أُقتل أنا وأهلي وأولادي عن بكرة أبينا,على أن يبقى الحكم السعودي في هذه البلاد, لفعلتُ, ولما ترددت أبدا,ولو أن الله أحيانا ثم خُيرتُ بين أن نعيش ويذهب الحكم السعودي, أو نُقتل ويبقى لآخترت القتل, ثم قال:مَن الذي أقام الشرع الحنيف,وبسط الآمن,وناصرالدين ودعا للإسلام,غير هذه الحكومة الرشيدة, حكومة المملكة السعودية؟.. ثم استشهد بقول الفرزدق:: أولئك أبائي فجئني بمثلهم**إذا جمعتنا ياجرير المجامع! إن كل ماقاله الشيخان هنا, حقا وصدقا وعدلا,إنه الوفاء لآهل الوفاء,إنه الكرم لآهل الكرم والعطاء,إنه الحب الصادق والإنتماء! إنها القناعة بأن شرع الله الذي أمرالله به عبادَه لم يطبّق إلا في هذه البلاد,من بعد الخلفاء الراشدين ومن سار على نهجهم من الخلفاء والامراء (وقليل ماهم)! إنها الشعور بالآمن والآمان,من بعد الخوف والرعب والإفتتان! ولكن هل يعلم المتطرف المتشدد بهذا النعيم,وهو الذي يُحرّض ضد الوطن ومنشأته,ويريد تخريب موارده وخيراته,ويسعى بكل ما أوتي من قوة لإيذاء ولاة الآمر والتربص بهم الدوائر؟! وهل يعلم بهذا,ذلك المستغرب الذي يريد القضاء على الثوابت والقيم الاسلامية,ويريد إقصاء الدين جانبا ليساير بهذا, التحلل الغربي من كل فضيلة,ومن كل شرف ورفعة وكرامة؟! وهل يعلم المتشدقون والسفهاء من مثل سفيه لندن(الفقيه) وغيره الذين لم يفتأوا يحرضون ضد الوطن والنظام,ويختلقون الاكاذيب والخزعبلات,من أجل إنفراط العقد الوطني,وذهاب الآمن وحلول الشتات,ومن أجل أن تتمزق اللحمة التي لايوجد أقوى منها أبدا؟! وهل يعلم الرافضي الذي يعيش بيننا,بهذه النعمة التي نحن فيها والتي كان من ثمارها,أنْ حفظتْ حقوقه كاملة غير منقوصة وساوت بينه وبين أي مواطن أخر,بل ربما ميزته عن غيره,كي لايشعر بالدونية والنقصان والغربة,وهو من الآقلية الشيعية التي تعيش بين الآكثرية السنية على ثرى هذا الوطن الكبير؟! لاريب أن كل هؤلاء يعلمون علم اليقين, أن الحكومة السعودية الرشيدة,هي التي ليس لها على وجه هذه الارض مثيل,في تطبيق شرع الله في شتى مناحي الحياة,حتى عمّ الآمن والرخاء كافة أرجاء هذا الوطن العظيم! غير أن كلا منهم يسعى لتقويض هذا الكيان الشامخ الرفيع,وهذا الحكم السعودي الرشيد,ليتسنى له ولشياطين الانس والجن الذين ألّبوه وأزّوه,العبث في البلاد طولا وعرضا,وإن تباينت وسائلهم فإنها تتحد غاياتهم وأهدافهم,وهم على النحو التالي: 1-يسعى المتطرف المتشدد لإقامة دولة متطرفة إرهابية على منهج عبد الرحمن بن ملجم الذي قَتلَ الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه,ليعرّض الآمة لعداء الامم الآخرى,وليبعدها عن مسايرة الشعوب والتعايش معها, وفق الشريعة الاسلامية المعتدلة وليزرع الغلو بين الناس,ليمرقوا من الدين كما تمرق السهام من الرمايا! 2-يسعى المستغرب لإقامة دولة علمانية,تقصي الدين والمتدينين وتحارب الثوابت وتنقضها,فيتفشى التحلل والسفور والإنفلات لتكون دولة سهلة الذوبان في إناء الاستعمار لكل طامع أجنبي! 3-يسعى المتشدق الحاسد البغيض مثل (سفيه لندن الفقيه) لإزاحة الحكومة,ولايهمه من يكون البديل بقدر ما يهمه التبديل,فكل بديل عنده خير من غيره, حسدا وبغضا منه للحكم السعودي, وإلا فهويعلم عدل وانصاف هذا الحكم, ولكن لسان حاله يقول كما قال(الرجال بن عنفوه) الذي ارتد عن الاسلام وساند مسيلمة الكذاب(لكاذبُ ربيعة أحب الينا من صادق مضر) فكاذب ربيعة مسيلمة,وصادق مضر رسول الله صلى الله عليه وسلم! 4- يسعى الرافضي لآن تكون الهيمنة على هذه البلاد هيمنة أجنبية سواءا كانت غربية أو شرقيه,وإن كان الآحب لديه أن تكون إيرانية فالذي يهمه بالدرجة الآولى ألا تكون دولة سنية,وإن لقي فيها خيرا وأمْنا,فهذا لايشفع لها عنده أبدا,فقلبه مملؤ بكرهها والحقد عليها! إذن فمن البدهي أن المحبين لهذا الوطن وهذه القيادة,هم المخلصون الصادقون الشرفاء,هم الذين لم تتلوث عقولهم بأفكار المستغربين العابثين, وطروحات المتشددين, أو الحاسدين,هم الذين إذا حصحص الحق,افتدوا وطنهم الكريم,وقادتهم الاوفياء,بكل مايمتلكون من أنفس وأموال,إنهم المعتدلون في الدين والفكر والخُلق,إنهم أهل العقيدة الصافية التي لادخن فيها ولاخدش هم الذين يسيرون على ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان,وهم الطائعون لولاة أمرهم بالمعروف! إنهم الذين يستطيعون أن يضحوا بكل غال ونفيس,في سبيل بقاء هذه الحكومة التي تحكّم كتاب الله وسنة رسوله,بل إنهم هم الذين يستطيعون أن يعيشوا على الكفاف,أو على قرص تميس لتبقى لهم (حكومة أل سعود)..كما قال الشيخ المسن الوقور!!!! رافع علي الشهري [email protected]