الثورة الاسلامية في ايران التي اطاحت بحكم الشاه نهاية السبعينات من القرن الماضي والتي كان يقودها رجل الدين المتشدد ( ايه الله الخميني ) كان من اهم اهدافها هو تصدير الثورة للدول العربية بالدرجة الاولى والاسلامية بدرجات متأخرة وقد بذلت هذه الحكومة والنظام الذي يرأسه جهودا حثيثة من اجل الوصول لهذه الغاية وحشدت جيشا جرارا كبيرا مدعوما باسلحة امركية واسرائيلية متطورة من اجل احتلال البلاد العربية ولكن مشيئة الله جعلتهم اول مايصطدمون به هو الجيش العراقي الذي استطاع وقف احتلالهم لهذه البلاد سنينا طويلة وبعد ان ادرك النظام ان تصدير الثورة اصبح غير ممكنا باستخدام الجيوش فانهم بدأوا مرحلة جديدة وبتكتيك جديد وجدول زمني مدروس للوصول الى الغاية نفسها ولكن باساليب اخرى . وخلال هذه الفترة بدأت ايران بزرع خلايا ومجموعات لها هنا وهناك البعض منها يعمل باطار سياسي او ديني او تجاري او معارض والبعض الاخر كان على شكل خلايا نائمة تعمل في ساعات معينة ولغايات معينة ولاهداف معينة . وتكللت خطتها تلك بنجاح باهر ويفوق التصورات في بلدان كلبنان والعراق وبنجاح لحد الان لابأس به في الكويت والسعودية والبحرين والامارات وغيرها من الدول ولكنها مع هذا لم تستطع اختراق بعض الدول وخاصة دول شمال افريقيا ماعدا دولة او اثنتين لكنها مع هذا لم تقف مكتوفة الايدي فهي ما ان تجد منفذا صغيرا ولو كان بحجم ثقب الابرة الا وادخلت نفسها من خلاله . واليوم مايجري في تونس ومصر وبعض الدول الاخرى كان كهبة من السماء نزلت الى ايران لدول استعصت عليها والان اصبحت ارضا رخوة ومن الممكن اللعب عليها خاصة انها تجيد اجادة تامة للعب في ارض الاخرين الرخوة . ان هناك حركات احيانا تكون دينية واحيانا اخر علمانية تتواطء مع ايران من اجل تثيست اقدام هذا النظام في بلدانهم وان المستفيد الاول من اي موجة غضب تونسي هي ايران وليس التونسيين ومن كل موجة غضب مصري هي ايران وليس المصريين وايران تعلن صراحة وعلى الملأ ان مايحدث في هذه البلدان هو نظام اسلامي جديد وبالطبع هي تقصد نظام اسلامي وفق مقاييسها يقوم به عملاء لها داخل هذه البلدان . والمعروف ان ايران لاتأبه بالمسلمين ولاتلقي لهم بالا رغم شعاراتها الرنانة ورغم انها رفعت شعار الشيطان الاكبر بحق الولاياتالمتحدة الا انه اتضح ان هذا الشيطان هو شريكها ويعملان مع بعضهما البعض وكل في دور مخطط له وهذا الامر طبيعي كون الشياطين تتفق فيما بينها على العمل ضد الاخرين ولم نسمع من نظام رفع شعارات تحرير فلسطين انه وجه اي طلقة لهذا المحتل طوال ثلاثين عاما بل انهم زرعوا الفرقة بين ابناء الوطن الواحد ولانريد هنا ان نذكر امثلة فلامجال لذكرها كوننا لن ننتهي منها . ولكن ما هو مؤكد واصبح يرى بالعين المجردة ان ايران ونظامها السياسي خلق ضد النظام العربي والشعوب العربية وان ما تدعيه من نظام اسلامي فهو غير صحيح اطلاقا ولايتصور البعض ان هذا النظام جاء لنصرة طائفة معينة فهذا ايضا غير صحيح لان ابناء هذه الطائفة اول ماظلموا داخل ايران وليس لهم ذنب الا انهم عرب . فهذا النظام نظام فارسي ويريد تصدير الثورة الفارسية وليس الثورة الاسلامية ومن كان على عينيه غشاوة فليرفعها وليرى الشكل الحقيقي والقبيح لهذا النظام فيا شعوبنا العربية . لاتغرنكم الشعارات ولاتلتفتوا الى مايقول هؤلاء عبدة النار فانهم والله لن يهدأ لهم بال الا ان يروكم تحترقون وياكل بعضكم بعضا وان المستفيد الاول والاخير من كل الاضطرابات التي تحدث في مشاكلنا العربية هم اصحاب الديانة الزرادشتية الذين لبسوا لباس الدين والدين منهم براء . الكاتب - عوض العبدان - البصرة