ظاهرة اجتماعية يطلق عليها عدة أسماء (واسطة، معرفة، محسوبية..) وأحيانا تتم زخرفتها تحت اسم خدمة ومع ذلك يعاني منها الجميع حتى المتجاوز.. تُعرّف الواسطة بأنها: تجاوز للنظام عن طريق أحد منفذي النظام.. وتعريفي لها هي: نبل مسموم يُرمى في النحر ولكن من خلف ستار يصيبك دون سابق إنذار.. محاباة الأقارب والأصدقاء والمعارف طبيعة فطريّة وغريزيّة وعاطفة ميّالة، ولذلك يجب الفصل بين العلاقات في العمل وهنا يبدأ الرقيب الذاتي بممارسة صلاحياته، والأمر الذي لابد أن تحافظ عليه كمسلم وبه تتحقق العدالة هو ألا تفرط في الأمانة الموكلة إليك، فكم من محسوبية اخترقت جهة معينة وسلبت مواطنا من حق شرعي كان يتمتع به وفضّلت قريب أو صديق بسبب معرفته وليس لسبب كفاءته.. تبادل المنافع مقابل الحصول على المكاسب أمر واضح وجليّ ولكن خاصية التفضيل وتقديم شخص على آخر لأن نفوذك هي القوة التي تؤهلك في هذا الموقف والذي قد ينتج عنه ضرر يصيب أحد الأفراد أو الممتلكات فهذا شأن يخلف التنافر ويزرع الكراهية.. مصطلح "تعرف أحد" أصبح شائعا ومستخدم بكثرة في دائرة العلاقات العامة حتى عندما تتجه لتنجز مصلحة أو خدمة ما من جهة حكومية أو جهة خاصة، لابد أن تبحث عميقا عن مخلص تعتمد عليه في إنجاز ما جئت من أجله ولا يهم استقامته أو نزاهته أو ضرر خفي لم تشاهده، المهم إتمام خدمتك بأي شكل من الأشكال ومع ذلك أنت تُحمّل العواقب لمنفذ النظام "الواسطة" ويسهل عليك اقناع ضميرك أو المحقق الذي بداخلك والحقيقة أنك لست خاليا من تهمة الاشتراك في أذيّة طرف آخر ، وإن تدبرت أمر لقمتك من عرق جبين مجهول فقط لأنك "تعرف أحد" تأكد بأن هذا المجهول يعرف أيضا أحداً وليس كأي أحد إنه ربُّ كل شيء ومليكُه سبحانه جلّ في علاه فاتَقِه.. تصويبات: - لا تتعدَّ على حق مشروع لغيرك حتى لاتهلك .. - النظام وضع لتنظيم عجلة الحياة فلا تثقب هذه العجلة بل احرص على سلامتها.. - لا تعاتب ولا تعاقب المتجاوز بل عاتب وعاقب من سمح له بالتجاوز..