إن أكثر المشكلات شيوعاً عند المرأة هو اضطراب الدورة الشهرية، وتكاد لا تخلو فتاة أو سيدة من هذه المشكلة. ويرجع سبب ذلك إلى أن المرأة من الناحية النفسية تعتبر حدوث الطمث أو عدمه شيئاً مهماً في حياتها وبالنسبة للفتاة فتبدأ ظهور الدورة عند الفتاة لأول مرة عند سن البلوغ ومعدله في بلادنا بشكل عام هو من سن الثالثة عشرة. وقد يتقدم أو يتأخر عدة سنوات، فإن كان قبل سن التاسعة سمي بسن البلوغ المبكر، وإن تأخر عن سن الثامنة عشرة سمي بسن البلوغ المتأخر، وفي كلتا الحالتان يجب مراجعة الطبيب المختص لفحص الحالة وتشخيص المرض المسبب إن وجد ويعتمد سن البلوغ أو سن الطمث الأول على عدة عوامل منها: النفسية والوراثية والثقافية والتغذية وغيرها. ويصاحب سن البلوغ تضخم في الثدي وتغير في توزيع الدهن في الجسم وطول القامة، وظهور الشعر في بعض المناطق هذا بالإضافة إلى التغيرات النفسية. ويكون الطمث الأول في العادة صدمة للفتاة من الناحية النفسية خصوصاً إذا لم تكن قد أعطيت معلومات كافية عن ذلك من قبل أيام أو من خلال دراستها في المدرسة، وهنا لابد من التعامل مع الفتاة بمنتهى الحذر في هذه المرحلة وتقديم الدعم النفسي لها كونها التجربة الأولى لها، ومن الثابت أن الدورات الأولى بعد سن البلوغ دورات غير إباضية أي غير مصحوبة بنزول بويضة شهرية من المبيض حيث يعكس ذلك نمو الغدة النخامية وما يصاحبها من تنشيط للمبيض وزيادة الهرمون الأنثوي. وما ينتج عنه من أعراض سن البلوغ. وتمتاز الدورات الشهرية الأولى بأنها كثيفة مصحوبة بدم قاني وطويلة، بالإضافة إلى كونها غير مصحوبة بآلام الدورة الشهرية. وأريد أن أؤكد هنا بأن آلام الدورة في معظمها نفسية وعادة ما تحاول الفتاة أن تقلد أمها بالنسبة لتفاعلها مع آلام الدورة. هذا مع العلم بأن بعض أنواع آلام الدورة قد يكون مرتبطاً بمرض معين وعلى الطبيب المختص أن يحدد طبيعته ويعالجه في بعض الأحيان. ويتوقع أن تكون الدورة الشهرية غير منتظمة أو متباعدة في السنة أو السنتين اللتين تليان الدورة الأولى، وهذه أمور طبيعية ولا تحتاج إلى استشارة طبيب أو علاج وهي تعكس حالة نمو الغدة النخامية وعدم استجابة المبيضين إليها بطريقة منتظمة ورتيبة. الدورة في سن البلوغ: أما بعد سن البلوغ فتنتظم الدورة الشهرية لتصبح في معدلها تتراوح ما بين 3 - 5 أيام وتحدث كل شهر تقريباً وتعتبر الدورة طبيعية إذا كانت تتراوح ما بين 22 - 32 يوماً وإذا كانت أقصر أو أطول من ذلك فيجب مراجعة الطبيب المختص وينصح بعدم التدخل أو إعطاء علاج في بعض الحالات التي تتأخر فيها الدورة لفترة أطول من شهرين إذا كانت الفتاة غير متزوجة أو متزوجة ولا ترغب في الانجاب. وكثيراً ما تشكو النساء من رؤية دم خفيف في فترة منتصف شهر الدورة مصحوباً بألم خفيف في أسفل البطن وأسفل الظهر، ويكون هذا شائعاً عند النساء اللاتي يستعملن اللولب كمانع للحمل. وقد تلاحظ المرأة ظهور دم أسود خفيف يشبه القهوة لعدة أيام قبل حدوث الطمث الحقيقي، وأحياناً لعدة أيام بعده وهذا شائع لأسباب فسيولوجية. ويستمر سن الانجاب في المتوسط حتى سن 45 عاماً وقد ينقص أو يزيد بعدة سنوات وهذا يعتمد على عوامل وراثية بيئية ونفسية وغذائية وغيرها. *استشاري طب الأسرة والمجتمع