يمثل حارس منتخبنا وليد عبدالله مصدر اطمئنان للجماهير السعودية نظراً لتألقه هذا الموسم في حماية عرينه سواء مع الأخضر أو ناديه الشباب، وقدم وليد مستويات كبيرة أعادت للأذهان بداياته المميزة مع المنتخب الأولمبي وبالتحديد في تلك المباراة التي جمعتنا مع اليابان في تصفيات أولمبياد بكين، إذ شهدت تلك المباراة مولد الحارس السعودي الذي يتخذ من (أسطورة الحراسة السعودية) محمد الدعيع قدوة له ومثله الأعلى ومعجب بالتشيكي تشك والإيطالي بوفون وتألق وليد بشكل لافت وحرم اليابانيين من تسجيل أي هدف، وبالرغم من تلقي شباكه ثلاثة أهداف في "خليجي22" إلا أن وليد عبدالله نجح في الدفاع عن شباكه في مناسبات عدة وأنقذه من بعض الأهداف المحققة خصوصاً في مباراة الدور نصف النهائي مع الإمارات، ويسعى وليد إلى التتويج باللقب الأول له بشعار المنتخب، كما يبحث عن الفوز بجائزة أفضل حارس في الخليج بعد أن فقده في "خليجي19" عقب منافسة قوية مع الحارس العماني علي الحبسي الذي طار به بأفضليته في ركلات الترجيح التي حسمت اللقب الخليجي لمنتخبه، ويعيش وليد منذ بداية الموسم أفضل أيامه لاسيما وأنه افتتحه بإهداء فريقه (الشباب) كأس السوبر بعد تألقه في مباراة النصر وتصديه لركلتي ترجيح، كما أنه كان عنصراً مهماً وفعالاً مع الأخضر السعودي في مبارياته الودية مع الاورجواي بالإضافة للمباريات الأربع السابقة التي لعبها في "خليجي22"، وطبق وليد عبدالله خلال هذا الموسم مقولة "الحارس نصف الفريق". وليد عبدالله الملقب بالأناكوندا ولد في العاصمة السعودية الرياض عام 1986م وبدأ حياته الكروية مع الشباب إذ تدرج في فئاته السنية، وخطف وليد إعجاب لاعبي الفريق الأول قبل الجميع عندما شاهدوه مع فريق درجة الشباب، وظهر بشعار الفريق الأول لأول مرة في عام2006م لكنه كان احتياطياً للحارسين سعيد الحربي ومحمد خوجة، بيد أن مستوياته الكبيرة التي ظهر بها مع المنتخب الأولمبي وجعلته الحارس الأول أجبرت الشبابيين على الاستعانة به، كما دفع ذلك الجهاز الفني لمنتخبنا الأول لاستدعائه وشارك أول مرة مع الإمارات في المباراة التي انتهت بفوز منتخبنا 2-صفر. وبعد اختياره لاعباً ضمن قائمة منتخبنا الذي سيشارك في كأس آسيا 2007م تلقى وليد خبر وفاة ابنته الرضيعة إلا أنه اختار البقاء مع الأخضر وعدم ترك المعسكر، لكنه لم يشارك في تلك النسخة في أي مباراة، ولم تتوقف الظروف عند ذلك الحد بل إنه فقد ابنة ثانية له (رضيعة)، تلك الظروف تسببت في تراجع كبير في مستوى وليد عبدالله دفعته للتفكير غير مرة في اعتزال كرة القدم، لكن عزيمته وإرادته الكبيرة أعادتاه إلى مكانه الطبيعي كواحد من أفضل الحراس السعوديين، وساهم الحارس الشاب في تتويج الشباب بالنسخة الأولى من كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وعلى صعيد منتخبنا عاد وليد أفضل من قبل وقدم مستويات رائعة في "خليجي19" جعلته ينافس على لقب أفضل حارس إذ حافظ على نظافة شباكه من مباراة الافتتاح إلى مابعد النهائي لكن اللقب طار للعماني الحبسي. وليد عبدالله الذي عُرف بخفة دمه وعفويته اللتين جعلتاه قريباً من قلوب الرياضيين سواء جماهير او اعلاميين او لاعبين ساهم في تتويج الشباب بكأس خادم الحرمين الشريفين للمرة الثانية على التوالي، كما حقق معه كأس الأمير فيصل بن فهد، بالإضافة للقب الدوري وكأس السوبر وعدد من البطولات الأخرى، ولعل من المواقف المضحكة التي ذكرها وليد في الإعلام بعفوية دون أن يخجل قصته بعد تأهل منتخبنا لنهائي كأس آسيا 2007م عندما تعرض لحالة إغماء بسبب إعلان الرئيس العام لرعاية الشباب السابق الأمير نواف بن فيصل عن مضاعفة مكافأة الفوز عشر مرات لاسيما وأنه كان يجمع في تلك الفترة المال لشراء سيارة "هوندا". وعلى مدار الأعوام الماضية تمكن وليد من حجز مقعد أساسي له في تشكيلة المنتخب، ولم يسمح لأي حارس بالاقتراب منه، وساعدته إمكانياته الكبيرة وبنيته الجسمانية في ذلك، وشارك مع منتخبنا في كأس الخليج وكأس آسيا وتصفيات كأس العالم إلا أنه لم يتذوق طعم أي إنجاز، وسيسعى دون شك الليلة إلى التتويج بأول لقب له مع الأخضر السعودي، فالكرة في ملعبه وبإمكانه فعل ذلك إذا مانجح في الدفاع عن شباكه خصوصاً وأن ذلك سيقوده أيضاً للتتويج بلقب أفضل حارس لأول مرة لاسيما وأنه منافسه الأبرز على اللقب قاسم برهان سيصطدم بهجوم سعودي بإمكانه أن يهز شباكه ويقلب الطاولة لمصلحة وليد عبدالله.