سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملتقى التراث العمراني الرابع يستعد لوضع «المواقع السعودية» على «القائمة العالمية» وكيل جامعة الملك خالد: عسير الأولى على مستوى الشرق الأوسط في هذا المجال ..
سيكون ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع الذي سيقام في منطقة عسير من 9 إلى 12 من شهر صفر المقبل، فرصة مواتية لجملة من المبادرات الرامية لإعادة التراث العمراني في المملكة بشكل عام وعسير بشكل خاص إلى الوجود مجددا والحفاظ عليه. ويشير مدير عام فرع هيئة السياحة والآثار بعسير المهندس محمد العمرة إلى أن الملتقى سيشهد إبراز المكاسب الاقتصادية والثقافية لتسجيل المواقع التراثية على قائمة التراث العالمي، وتناول الآفاق المعاصرة والمستقبلية، ودور البلديات وهيئة السياحة والآثار في المحافظة عليها وتنميتها وتوثيقها واستثمارها في هذا المجال وفي مجال الفنادق، وتفعيل الحرف التراثية في تلك المواقع، والمحافظة على المساجد والأوقاف القديمة، ودور الإعلام في التوعية بأهمية التراث العمراني. ولفت العمرة إلى أنه سيتم التطرق إلى ألفاظ العمار التقليدية والعمارة النباتية في جنوب المملكة وأطر تطويرها ومتطلبات استثمار المتاحف الخاصة وتشغيل مواقع التراث العمراني. وتابع: "كما سيتناول الملتقى التعليم الجامعي في التراث العمراني ومشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري الوطني ودور المؤسسات المجتمعية المحلية في تأهيل وتطوير التراث العمراني، بجانب عرض تجارب ناجحة في مجال تأهيل وتطوير التراث العمراني". من جهته، اعتبر وكيل جامعة الملك خالد، عضو اللجنة التنفيذية للملتقى الدكتور مرعي القحطاني منطقة عسير الأولى على مستوى الشرق الأوسط في مجال التراث العمراني، بحكم تميزها وتنوعها وتعددها في هذا المجال، مؤكدا أن اختيار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان إقامة المتلقى بها جاء إنصاف لها، متمنياً في الوقت ذاته أن يكون الملتقى فرصة على تسليط الضوء إعلاميا على التميز العمراني الفريد للمنطقة وإعادة تشكيل وعي المواطنين من خلال وضع المقارنة بينه وبين النمط الطارئ في العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية والذي ليس ممن البيئة أساسا، وأن يكون بادرة لمشاريع أكبر قادمة. طموحات بفتح كلية للعمارة وفتح مسارات جديدة للتراث الشعبي البصري وبين أن الجامعة ستطلق مبادرات ضمن مبادرات ملتقى التراث العمراني الرابع، مشيراً إلى أنها ستستضيف اليوم الأول للملتقى كاملا، منها حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني والمعرض الخاص به ومعرض المشاريع الفائزة في كليات العمارة والهندسة و3 حلقات نقاش حول التراث العمراني تستمر حتى 5 مساء، مختتما حديثه بأن جامعة الملك خالد شريك أساسي في إنجاح الحدث بإذن الله تعالى بتوجيهات مديرها الدكتور عبدالرحمن الداود. بدوره، يقول أستاذ السياحة والآثار المساعد بجامعة الملك خالد مدير فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بعسير الدكتور علي مرزوق: "إن العولمة انحرفت بأفكارنا وأفقدتنا الهوية المعمارية، ونحن بهذا القول لا نريد العودة إلى الوراء ولا نرفض بالتالي الحداثة المعمارية، بل نحاول المواءمة بينهما بما يحقق الأصالة والمعاصرة، واستغلال عناصر بناء حديثة ومستدامة، ونظراً لما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور سريع وزيادة ملحوظة في معدلات النمو العمراني، فقد ظهرت أنماط وطرز معمارية حديثة، أدت إلى هجر تراثنا المعماري الذي ينبع من خصوصيتنا ويؤكد على تنمية شخصيتنا المعمارية بسمات محلية، مما يعمق من تجربة الانتماء إلى الوطن، ويكرس لمزيد من الثراء والوعي عند الإنسان السعودي". ويضيف: "العمارة التقليدية بمنطقة عسير هي عمارة تعبر عن متطلبات شعب محافظ على هويته الإسلامية وعاداته وتقاليده نابعة من فكره وثقافته، لذا لا بد من العمل على تطوير هذا الارث المعماري بتشجيع المواطنين والشركات والمؤسسات الهندسية على استخلاص قيمة الفنية والجمالية، وتوظيفها التوظيف الأمثل في العمارة الحديثة، وهذا في ظني لن يتأتى إلا بتضافر الجهود والعمل على تفعيل عدد من المبادرات، ومن أهمها: فتح كلية للعمارة بجامعة الملك خالد تخدم تراث المنطقة العمراني، وفتح مسارات جديدة للتراث الشعبي البصري، وما يرتبط به من مصنوعات تقليدية وزخارف شعبية في أقسام الفنون والتصميم والتربية الفنية أسوة بما هو معمول به في الجامعات العربية، إلى جانب توعية المواطنين، وتشجيع الباحثين والمختصين بإجراء الدراسات والبحوث التي تهتم بالتراث العمراني والقيم الفنية والجمالية والزخرفية المرتبطة به عن طريق دعمهم مادياً ومعنوياً، ومن ثم الإفادة من نتائج هذه الدراسات في تفعيل البرامج والخطط التي من شأنها العمل على توثيق التراث العمراني وتأصيله والمحافظة عليه، ومن ثم العمل على توظيفه في العمارة الحديثة". ومن الأمثلة المعمارية المعاصرة التي استلهمت التراث العمراني بمنطقة عسير، يقول: "جامع الملك عبدالعزيز، وإمارة المنطقة، وقرية المفتاحة، ونادي أبها الأدبي، ومتحف عسير الإقليمي، وشركة الاتصالات السعودية، والغرفة التجارية، وفرع مبنى الخطوط الجوية العربية السعودية، ومستشفى الرحمة، المستشفى السعودي الألماني، وغيرها".