يحمل شهر رمضان لنا في كل عام كنوزاً تربوية وروحية تبعث في الإنسان روح الجرأة على مصارحة ذاتية ومكاشفة نفسية لتشحذ همته وإرادته نحو التغيير والتطوير والبعد عن الأخطاء والذنوب وتتعاظم حاجة الإنسان في هذا الشهر الكريم للتأمل ومراجعة الذات فكرياً وسلوكياً ونفسياً واجتماعياً حول هذا الموضوع نستطلع عدداً من الآراء. فيقول حامد بن عبدالله الشويكان: لا شك في أن شهر رمضان المبارك يُعد فرصة عظيمة أمام الإنسان لتقييم نفسه والوقوف أمام ذاته بشيء من الروية والحزم في اتخاذ قرارات تخصه في تغيير سلوك أو عمل اعتاد عليه من باب الروتين أو التقليد أو الكسل أو لأي سبب آخر. ويضيف: إن الفرصة متاحة لكل إنسان بينه وبين ربه تعالى أولاً ثم مع نفسه لمراجعة حساباته. ويضيف يحيى بن محمد العطوي بقوله: إن رمضان يُعد موسماً من مواسم الخير وينفرد عن غيره من شهور السنة بعدد وافر من المميزات الجميلة فيكفي أن البرنامج اليومي لكل إنسان يتغير جذرياً في هذا الشهر الكريم، فحري بكل إنسان أن يبدأ وقفة مع ذاته يعيد خلالها صياغة فكره وسلوكه نحو الأفضل سواء مع نفسه أو مع محيطه الذي يتعايش معه ويتفاعل داخله ومن المهم ممارسة ذلك بشيء من الحكمة والصبر لأن كل تغيير لا بد أن يكتنفه شيء من التردد قبل المضي في الطريق الصحيح. ويشير عوض بن إبراهيم العنزي إلى أمر هام يختص بعلاقات الإنسان في هذا الشهر الكريم مع أقاربه وأصدقائه وزملائه حيث تبرز الكثير من القيم والأعمال الفاضلة التي من الممكن أن يكون شهر رمضان المبارك بداية فعلية لإعادتها وتعميقها من جديد في كل نفس بشرية. ويضيف: يأتي في طليعتها صلة الرحم والزيارات العائلية والتسامح مع الآخرين ونبذ الفرقة والقطيعة نحو مجتمع مسلم يتماسك فيه الجميع تحت سقف المحبة في الله وإنكار الذات البشرية. ويؤكد موسى بن سليمان النجدي على أهمية اغتنام كل لحظة من لحظات هذا الشهر الكريم في تغيير سلوكيات كل فرد منا الخاطئ منها نحو تصحيحها من خلال مراجعة ذاتية متأنية يستطيع الإنسان الخروج منها بقرارات سليمة على صعيده النفسي والأسري والاجتماعي تعيد له استقراره وصحته النفسية وتجعل منه أكثر قوة في تحديد المسار الأفضل لحياته بما ينعكس على ذاته وأسرته ومجتمعه. ويقول ياسر بن عبدالله الجحلان: إن من المهم في عملية المراجعة الذاتية للإنسان في شهر رمضان المبارك هو أن يشمل ذلك المراجعة الفكرية فقد يكون الإنسان معتقداً صحة أفكار معينة بينما أن الواقع والمجتمع قبل ذلك لا يقبلها على الأقل، فمن الضروري استغلال أيام هذا الشهر الكريم في مراجعة كل إنسان لأفكاره وقراءتها قراءة متأنية فقد يكتشف خطأها ويعود من تلقاء نفسه فيكون بذلك حقق انجازاً على صعيده النفسي ويسلك به طريقاً سوياً في بقية حياته. ويختتم الحديث سالم بن محمد الشمري بقوله: إن قطار الحياة لا يتوقف إلا بمشيئة الخالق عزَّ وجل وأيام العمر لكل إنسان منا لا يمكن أن تعود إلى الوراء وكل فرد منا لن يصل درجة الكمال فالكمال لله وحده ومع ذلك لا بد أن يجتهد الإنسان نحو الأفضل سلوكياً وفكرياً وأسرياً واجتماعيا في حياته فذلك يساهم في إنتاجية الإنسان وتقديمه لكل عمل يرضي الله أولاً ثم مجتمعه وأسرته ونفسه ويجعل من أيام حياته أعمالا مثمرة لصالح نفسه ومجتمعه، مؤكداً أن كل لحظة من لحظات شهر رمضان المبارك هي دعوة مفتوحة لكل إنسان لمراجعة ذاته ومكاشفة نفسه