تعيش مملكتنا الحبيبة في واحة من الأمن والأمان الذي يشعر به كل مواطن ومقيم منذ وحدّها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود في كيان واحد هو المملكة العربية السعودية ونهضت كيانا شامخا فرض نفسه على الساحة العربية والدولية متخذة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة دستورا لها، وسار حكامها على نفس النهج إلى يومنا هذا، وقد أولوا المحافظة على الأمن اهتماما بالغا مدركين أن الأمن يعد من الضرورات التي لا تتحقق إلا بتحقق حفظ الضرورات الخمس التي أجمعت عليها الأديان السماوية وهي الدين والنفس والمال والعرض والعقل. وعاش أبناء المملكة من مناطق مختلفة وقبائل عدة على اختلاف عوائلهم وطوائفهم وأنسابهم في وحدة وطنية فريدة متجانسة على مر السنين تألفوا في المدن والمناطق حتى أصبحوا أشبه بأفراد الأسرة الواحدة وقد امتلكوا الدرع الواقي والحصن المنيع ضد زرع الفتن التي لن تجد في المملكة العربية السعودية الارض الخصبة التي تتشربها وتنبت فيها مهما حاول أعداء الدين والوطن، وذلك بفضل الله ثم بفضل ادراك أبناء هذا الوطن وعلمائه ومثقفيه وكافة شرائحه ان الفتن هي السلوك الذي يمزق الوطن ويفرق أبناءه في جماعات متناحرة متشاحنة يسودها البغض والكراهية والحقد. وقد ظهر ذلك الترابط والتألف جليا عندما استيقظ أبناء المملكة بشكل عام وأهالي واحتنا الغالية الاحساء بشكل خاص على فاجعة حادثة الدالوة ذلك العمل الإرهابي الجبان الذي خطط له أعداء الاسلام ليكون شرارة الفتنة التي قال الله سبحانه وتعالى عنها (والفتنة أشد من القتل)، ولكنهم بفضل الله خابوا وخسروا فلن يجد الفتيلة التي توقد الفتن في نسيج المجتمع المترابط ذي اللحمة الوطنية. والمتأمل في واقع بلادنا حفظها الله من الأشرار يجد أن محاولات أعداء الاسلام والوطن ومهما حاولوا في النيل من استقرارنا وأمننا فإن تكاتفنا يظل صامدا في وجوه المتربصين ومتينا أمام خبث نواياهم وستبقى مملكتنا بإذن الله محروسة من الفتن ولو كره الحاقدون. والكل من أبناء بلاد معقل الرسالة ومهبط الوحي وقبلة المسلمين يقفون بكل شرائحهم لإدانة الجريمة الغادرة وينشرون خطاب المحبة والوحدة مؤكدين أن أمن الوطن وسلامته خط أحمر لا يقبل أحد فيه المساومة، وجهود الجميع تتضافر لتوجيه صفعة قوية على وجه الإرهاب الاسود وايصال رسالة الى المجرمين بأن الاحساء ضد الفتنة والفرقة وستظل عصية على الارهاب واعوانه وحريصة على صيانة الهوية الوطنية. وأخيراً ندعو الله العلي القدير للمتوفين بالرحمة والمغفرة ولذويهم بالصبر والسلوان كما ندعوه سبحانه وتعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه، وأن يرد كيد الكائدين والحمد لله رب العالمين.