يقوم المهندسون والمعماريون اليوم بتنفيذ نمذجة التصميم باستخدام أدوات نمذجة معلومات المباني التي تدعم النمذجة التحليلية والقائمة على أفضل الخيارات، وتمكين الملّاك من اتخاذ خيارات أفضل للحصول على أصول ذات أداء أفضل، بما في ذلك النواحي التي من شأنها أن تكون وثيقة الصلة وذات قيمة خلال تنفيذ العمليات وأعمال الصيانة. ومع هذا فإن بعض من أكثر مخرجات نمذجة معلومات المباني تطوراً لم تكن ببساطة مفيدة لاحتياجات شركات الإنشاءات. ووفقاً لذلك، تركت هذه الشركات لتقوم بتطوير نماذج منفصلة ثلاثية الأبعاد لأغراض محدودة تتعلق بالتمثيل البصري للمباني. ونتيجة لذلك، فإن الملاك غير قادرين على توقع أعمال نمذجة معلومات المباني المنفذة من قبل المهندسين للإبقاء حتى على عملية البناء ناهيك عن توفير المراقبة على العمليات الهندسية والتحليلات، والتي بخلاف ذلك يمكن أن تكون مفيدة خلال العمليات. وفي الممارسة العملية، فإن هذا الانقطاع قد يبطل الفوائد المحتملة لنمذجة معلومات المباني سواء للمشاريع أو الأصول ذات الأداء الأفضل. وتعدّ "نمذجة الإنشاءات" من "بينتلي" و"تريمبل" الشركتين المتخصصتين في توفير تكنولوجيا نمذجة معلومات المباني (BIM) مخصص للمهندسين والمقاولين لسد هذه الفجوة وإتاحة كافة الفوائد المحتملة. ويتم في "النمذجة الإنشائية" حفظ عمل المهندسين والمعماريين والإشارة إليه، مع تضمين تغيرات نمذجة الإنشاءات المشمولة والمنفذة فعلياً. وتشتمل جوانب نمذجة الإنشاءات على نمذجة الأعمال المؤقتة والتحديد الذكي للمواقع و"التجزئة والتسلسل" (splitting and sequencing) وتفصيل عملية التصنيع وتخطيط عملية التحضير المناسبة لأعمال المشروع وصفقات العمل الإنشائي ودعم العمل الإنشائي الموزع- أي إسناد واستكمال مخرجات نمذجة التصميم. وستساهم كل من "بنتلي" و"تريمبل" في تطوير "نمذجة الإنشاءات" من خلال تجميع الموارد اللازمة لتطوير المنتج وذلك من خلال تبادل المخططات بين تطبيقات التصميم والإنشاءات لضمان الحفاظ على دقة النماذج القابلة للتنفيذ الإنشائي (constructible models)، والاستفادة من "آي مودلز" (i-models) لمخرجات الإنشاءات إلى ومن برمجيات واجهزة الشركة، عندما تستخدم معاً في تنفيذ المشاريع، وتوحيد القوى لتعزيز المعايير، على سبيل المثال "السياق الجغرافي الحقيقي" للاتحاد المفتوح للجغرافية المكانية وصولاً إلى مستويات البناء من التفاصيل، والاستفادة في حالات معينة من برنامج عام للنمذجة من أجل المحاذاة الافتراضية والمادية. وتكمن الفوائد المتحققة حتى الآن من تحديثات نمذجة الإنشاءات في تسهيل انتقال المعلومات الدقيقة بين البناء الرأسي وتصميم المنشاة وموقع البناء من خلال تمكين المهندسين من إنشاء بيانات ميدانية ذكية، وتوفير الوقت والحد من إعادة العمل والمحافظة على بنية التصميم وتسريع عملية تنفيذ المشروع عن طريق النقل السلس للمعلومات من المفهوم وصولاً للإنشاء، وتزويد المقاولين بأكبر قدر من المرونة في تنفيذ مهام التخطيط الميداني وإتاحة إنشاء المباني الأعلى جودة، والاستجابة لتحدي "كل يوم له أهمية" الخاص بإدارة الطرق السريعة في وزارة المواصلات الأمريكية. وقال أندي كايهانفار، مدير الإنشاءات الإفتراضية في الكويت: "إحدى التحديات التي تواجهنا في الإنشاءات هي تحويل نماذج التصميم إلى نماذج إنشائية واقعية للإستفادة منها في القطاع. ومن خلال ازدياد حجم المعلومات المنتقلة أصبح القطاع حافل بثقة أكبر في النموذج، في حين يتم الحد من المخاطر المرتبطة بعمليات التحويل المتعددة بشكل كبير".