مع إعلان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تكليف الحكم الياباني نيشيمورا بإدارة إياب نهائي دوري أبطال آسيا وضع السعوديون أيديهم على قلوبهم، وبالرغم من تاريخ الحكم المميز إلا أن قلق السعوديين بشكل عام والهلاليين خصوصاً جاء بسبب الأخطاء التي سبق وأن ارتكبها الحكم تجاه المنتخب السعودي وأنديتنا في المشاركات الخارجية، وكان القلق في محله بعد أن نحر الهلال من الوريد للوريد بقراراته الظالمة التي استفزت اللاعبين وأخرجتهم عن طورهم وأفقدتهم التركيز بعد تجاهله احتساب ثلاث ركلات جزاء على مدار الشوطين كانت كفيلة بتتويج الهلال باللقب الآسيوي. ولا ينسى السعوديون يوم 28 مارس من عام 2009م وبالتحديد مباراة منتخبنا مع ايران في تصفيات كأس العالم 2010م عندما حرم نيشيمورا المهاجم ناصر الشمراني من ركلة جزاء واضحة وطرد للحارس الإيراني إذ أجمع الخبراء على أن الياباني ظلم السعوديين في تلك المباراة التي لم تفارق ذاكرتهم، كما أن للحكم الياباني مواقف سابقة مع أنديتنا آسيوياً. أخطاء نيشيمورا في مباراة الهلال أعادت لأذهاننا ذلك الخطأ الفادح الذي تسبب في إبعاد الشباب من ذات البطولة على يد السد القطري عام 2011م وبالتحديد يوم 25 مايو، إذ احتسب هدفاً سجله مدافع السد القطري عبدالله كوني باليد، وانتهت المباراة بذلك الهدف وصعد السد لدور الثمانية بينما أقصي الشباب من دوري الأبطال. يويتشي نيشيمورا الذي أطلق أول صافرة له في الدوري الياباني عام 1999م فشله كان ذريعاً في نهائيات كأس العالم 2014م إذ لم يستغل الهدية الأغلى التي حصل عليها باختياره حكماً لمباراة الافتتاح التي جمعت البرازيل وكرواتيا وانتهت بفوز السامبا 3-1، وبسبب تلك المباراة تعرض نيشيمورا لحملة انتقادات واسعة بسبب ركلة الجزاء التي احتسبها للمهاجم البرازيلي فريد، وبالرغم من الدفاع الذي حظي به نيشيمورا من رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولي السويسري بوساكا إلا أنه استبعد من قيادة المباريات في المونديال، واكتفت اللجنة بتعيينه حكماً رابعاً في مباراتين ضمن دور المجموعات بالإضافة إلى حكم رابع في مباراة تحديد المركز الثالث بين البرازيل وهولندا. ولا نعلم على أي أساس اختار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نيشيمورا حكماً للنهائي خصوصاً في ظل تراجع مستواه وإبعاده من كأس العالم بعد تخبطه في مباراة الافتتاح، وإن صدقت الأنباء التي تتحدث عن تكريم الاتحاد الآسيوي للحكم بمنحه قيادة النهائي فتلك مصيبة ونقطة سوداء تسجل ضد الاتحاد ورئيسه البحريني. الهلال دفع ثمن أخطاء نيشيمورا وفقد انتصارا كان في متناول يديه، ليس من المعقول أن تتعب الجماهير الهلالية وتزحف لملعب المباراة قبل بدايتها بأكثر من 12 ساعة وتنفق الإدارة مئات الملايين ويأتي حكم يهدم كل شيء بقرارات ظالمة تؤكد إفلاسه وإفلاس من كلفه بقيادة المباراة تحكيمياً. بين السعوديين وأخطاء الحكام في المشاركات الآسيوية علاقة وطيدة ليست وليدة هذه المباراة، فالتاريخ يشهد بأن منتخباتنا وأنديتنا أكثر من تضرر من التحكيم الآسيوي، ولعل الظلم الذي تعرض له الهلال ذهاباً وإياباً أبلغ دليل على ذلك، وعلى المسؤولين عن رياضتنا أن تكون لهم وقفة حازمة لاسيما وأن منتخبنا مقبل على كأس آسيا، فالأخطاء التحكيمية التي شاهدناها بالأمس في ملعب الملك فهد الدولي بالرياض تفسد كرة القدم وتقتل المنافسة وتزيد الاحتقان وتخرج اللاعبين عن طورهم، وما حدث من المهاجم ناصر الشمراني بعد نهاية المباراة دليل على ذلك، فالهلال لم يخسر الذهب الآسيوي والعالمية فقط بل إنه قد يخسر الشمراني في الفترة المقبلة بقرار "انضباطي". احتجاجات كرواتية في المونديال على نيشيمورا