على الرغم من التقدم الطبي الكبير في علاج سرطان الثدي، إلا أنّ الاكتشاف المبكر عنصر جوهري يزيد من ارتفاع معدل الشفاء منه، ويتصدر الفحص الذاتي للثدي قائمة الوسائل المتبعة للتشخيص المبكر، يليه عمل فحص للثدي لدى الطبيبة المختصة كل ثلاث سنوات لمن تجاوزن سن العشرين، وأخيراً فحص الثدي باستخدام الأشعة السينية أو ما يُعرف بالماموجرام بشكل سنوي للسيدات اللواتي تجاوزن سن الأربعين، خَلُصت العديد من الدراسات إلى أنّ 80-90? من التغيرات الحاصلة في الثدي حميدة ولكن اللجوء للاستشارة الطبية أمر حتمي، لتجنب حدوث أي تأخير في التشخيص والتدخل العلاجي وبالتالي انخفاض نسبة الشفاء. وتعتبرالأنثى في سن العشرين وما فوق معرضة لهذا المرض، ويتم تخصيص يوم معين للفحص وتكراره شهرياً. مع مراعاة أن يتم البدء بإجراء الفحص بعد ثلاثة أو أربعة أيام من انتهاء الحيض، حيث يكون التورم الحاصل في الثديين قد انخفض، بينما يتم تخصيص يوم لذلك حسب ما تُفضله السيدة الحامل وأثناء سن اليأس، أما المرضع فلا بد أن يتم إفراغ الثدي من الحليب قبل البدء بالفحص. ويهدف فحص الثدي أن تتعرف الأنثى على طبيعة نسيج الثدي لديها مما يسهل عليها ملاحظة أي تغيرات تحصل فيه، وبالتالي المساهمة في الكشف المبكر. وهناك مؤشرات تستدعي الاستشارة الطبية مثل الشعور بألم أو وجود أورام تحت الإبط أو في منطقة الثدي، أو تغيرات في كل من شكل وحجم وملمس الثدي، احمرار منطقة معينة من الثدي، خروج إفرازات من الحلمة ماعدا الحليب أثناء فترة الرضاعة، دخول الحلمة للداخل باستثناء أن تكون كذلك من الأصل. ويتم الفحص على مرحلتين: * بالمشاهدة: الوقوف أمام المرأة مع كشف منطقة الصدر والنظر للثدي بدقة للتعرف على شكله وحجمه وارتفاعه. رفع الذراعين للأعلى مع ضمهما ومّدهما فوق الرأس وملاحظة أي تغيرات. وضع اليدين على الأرداف مع شد عضلات الصدر وملاحظة أي تغيرات. عصر الحلمة برفق باستخدام إصبعي السبابة والإبهام، ومراقبة خروج أية إفرازات. * باللمس: الاستلقاء على السرير مع وضع وسادة أو منشفة مثنية تحت الكتف الأيمن. رفع اليد اليمنى ووضعها تحت الرأس. استخدام اليد اليسرى لفحص الثدي الأيمن. خطوات الفحص: من الممكن أن يتم اتباع الخطوات التالية إما بالاستلقاء على السرير أو أثناء الاستحمام، حيث يعمل كل من الماء والصابون على زيادة رطوبة وليونة الجلد مما يُسهل الإحساس بوجود أي كتل. تبدأ الأنثى بضم الأصابع الثلاث الوسطى من اليد اليسرى وتمريرها فوق الثدي الأيمن بشكل كامل بطريقة دائرية أو أفقية -حسب ما تُفضله الأنثى- دون رفع الأصابع أثناء التمرير، مع مراعاة التدريج في الضغط بحيث يكون خفيفاً ثم متوسطاً ثم عميقاً، فالضغط الخفيف للمنطقة الخارجية للثدي، أما الضغط المتوسط فيكون لمنطقة الثدي الوسطى، وأخيراً الضغط العميق للمنطقة القريبة من الحلمة. مراعاة فحص الثدي بشكل كامل ابتداءً من عظمة الترقوة نزولاً لأعلى البطن، ثم من منطقة ما تحت الإبط وحتى منتصف الصدر. تكرار الخطوات ذاتها على الثدي الأيسر مع استخدام اليد اليمنى. مما يدعو للأسف أنّ نسبة لا يستهان بها من السيدات السعوديات يلجأن للعلاج الطبي في مراحل متأخرة من المرض، لعدة أسباب على رأسها إهمالهن للفحص الدوري للثدي باختلاف أنواعه، وهنا يأتي دور الحملات التوعوية والبرامج المجانية للكشف المبكر. * قسم مسؤولية الشراكة المجتمعية