فيما تتواصل التهديدات الاسرائيلية بشن عدوان واسع النطاق في قطاع غزة تواصل العدوان الاسرائيلي في غير مكان من الضفة، حيث شهدت عدة مناطق خاصة بيت لحم عمليات توغل اسفرت عن اعتقال اكثر من 20 مواطنا. فقد دهمت قوات الاحتلال، فجر أمس، في بلدة بيت فجار، جنوب بيت لحم وشنت عمليات دهم وتفتيش همجية طالت عددا كبيرا من منازل المواطنين حيث جرى اعتقال عشرة شبان. والمعتقلون هم: إياد عبد الرحيم طقاطقة، وجواد إبراهيم ثواتبه، وأسامة محمد طقاطقه، ورأفت محمود طقاطقه، ومحمد علي طقاطقة، وجهاد علي طقاطقه، ومحمد صلاح طقاطقة، وعماد محمد طقاطقة، ورامي محمد عبد الرحيم طقاطقة، وفادي محمود طقاطقة. وفي محافظة الخليل، واصلت قوات الاحتلال منذ يومين حملة عدوانية واسعة النطاق تستهدف القرى الحدودية التي يخترقها الجدار العنصري واسفرت خلال الايام الماضية عن اعتقال نحو عشرة شبان. وذكر مصدر في الخليل، ان قوات الاحتلال واصلت أمس حملة بدأتها في قريتي بيت عوا ودير سامت واربع قرى مجاورة، حيث قامت بعمليات اقتحام واسعة النطاق للمنازل، فيما اعتقلت شابين على الاقل من بيت عوا. واشار المصدر إلى ان قوات الاحتلال بدأت هذه الحملة الواسعة منذ يوم الاربعاء الماضي واستهدفت القرى المحاذية للخط الاخضر، خاصة ترقوميا واذنا، التي يخترق الجدار اراضيها، حيث زجت بأعداد كبيرة من الجنود والآليات الثقيلة والمروحيات الحربية وقامت بتمشيط الجبال وشنت عمليات اقتحام واسعة للمنازل دون معرفة الاسباب، فيما اعتقلت اكثر من خمسة شبان آخرين. وفي محافظة رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر أمس، اربعة مواطنين من قرى رام الله، بزعم انتمائهم لحركة حماس. ففي قرية اللبن الغربي اعتقلت امام المسجد الشيخ باسم صلاح راضي، فيما اعتقلت الشيخ عبد الحافظ السعدي من قرية قبيا . وكان الشيخ السعدي الذي يعمل مدرساً للتربية الإسلامية اعتقل أكثر من أربع مرات، كان أطولها عام 2000، حيث أمضى أكثر من 28 شهراً في الاعتقال الإداري . وفي بلدة بيت ريما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب مازن رضوان الريماوي، وهو احد اعضاء المجلس البلدي المنتخب حديثا وذلك بعد دهم منزله والعبث بمحتوياته ليلاً. والريماوي هو اول عضو بلدي يعتقل عقب الانتخابات البلدية التي جرت في 23 كانون الأول الماضي. كما اعتقلت الشاب محمد البرغوثي أثناء عودته من عمله في مدينة رام الله، وذلك بعد ايقافه على الحاجز المقام على مدخل البلدة. يذكر أنّ البرغوثي هو شقيق زوجة الأسير القسامي عبد الله البرغوثي والذي يقضي في السجن أطول حكم في تاريخ الكيان الإسرائيلي . وفي محافظة طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال أمس شابين، الأول على حاجز الكفريات جنوبالمدينة، وهو الشاب علاء عباس نصر الله، فيما اعتقلت، على حاجز عسكري متنقل، نصبته على مفترق رأس رمانة شمال المدينة، الشاب أشرف عبد الغني جابر، وهو من سكان قرية باقة الشرقية. من جانبها، اعلنت قوات الاحتلال اعتقال ثلاثة من كوادر الانتفاضة ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي في مخيم جنين، وزعمت انهم خططوا لتنفيذ عملية استشهادية. وعلى صعيد آخر، اظهر بحث اعده خبراء اسرائيليون مؤخرا ان آلاف الفلسطينيين ينتقلون شهريا من ضواحي القدس إلى احيائها الداخلية، خشية من المس بحقهم في الاقامة في المدينة، في ظل استمرار العمل في اقامة الجدار حولها. وجاء في بحث بعنوان «القدس جدار حولها» واعده فريق من معهد القدس للبحوث الاسرائيلية، انه يوميا يعبر حاجز الرام ما معدله عشر شاحنات محملة بالاثاث، وعائلات كاملة تنتقل للسكن في الشطر الشرقي من القدس. وحسب البحث الذي نشرت صحيفة «هارتس» مقتطفات منه، فإن الحركة الفلسطينية نحو القدس اوجدت نقصا خطيرا في السكن، ما ادى إلى ارتفاع تكاليف اثمان المساكن والايجار بنحو 30 في المائة في العام الاخير. كما اشار إلى «نشوء احياء فقر في شرق القدس حيث يتعاظم مستوى الجريمة والعنف». وأشار البحث الذي أعده كل من كوبي ميخائيل، أمنون رامون، يسرائيل كمحي ومايا حوشن، أنه في العام الماضي ازدادت الفجوة بين شطري القدس الغربي والشرقي على نحو واسع. فمثلا يوجد نقص لاكثر من الف صف سليم المواصفات في الشطر الشرقي وسجل ارتفاع في مستوى الاحباط وعدم الرضى بين السكان. وحذر الباحثون من أن تصاعد الاحباط سيؤدي إلى ارتفاع في العنف وانخفاض في مستوى الأمن. وبالمقابل، وجد الباحثون ان الجدار في منطقة القدس والمسمى «غلاف القدس»، ادى إلى انخفاض في عدد العمليات الفدائية في المنطقة. فمقارنة اجريت بين الأعوام 2000 - 2001 و2003 - 2004 اظهرت أن الجدار ناجع من ناحية أمنية. وأشار البحث إلى استمرار العمل في الجدار حتى في ظل إعاقة البناء بسبب الدعاوى القضائية المقدمة من العائلات المتضررة منه. وخرج البحث بعدة استنتاجات من بينها أنه اذا لم يعد هناك ما يكفي من المعابر، فمن المتوقع بروز مصاعب كبيرة. وتوقع انتقال نحو 65 الف فلسطيني من والى المدينة يوميا. ولهذا فإن وضع المعابر القائمة يعد «بفوضى، انعدام سيطرة وعار كبير لدولة اسرائيل». وحذر كمحي احد معدي البحث من أن «المعابر من شأنها ان تشكل بؤر احتكاك واستفزاز دائمين».