يجذب سوق القيصرية في وسط مدينة الهفوف المتسوقين الذين يجهزون مقاضي العيد، ورغم الانتشار الواسع لمحلات بيع الملابس ومستلزمات العيد في كل المدن والقرى، إلا أن للقيصرية نكهتها التاريخية الخاصة التي تستهوي المتبضعين من الاحساء ومن دول الخليج العربي. وبصورة متسارعة يستعيد السوق وهجه الاقتصادي والسياحي بعد حالة الركود التي عانى منها الباعة جراء الانتقال من السوق المؤقت والعودة للقيصرية وهي الحالة الي يصفها الكثير بالطبيعية، وشهدت القيصرية خلال الأيام التي سبقت عيد الأضحى المبارك تدفق أعداد كبيرة من المتسوقين من الجنسين، وشكل القطريون نسبة كبيرة من المتبضعين، ولم يخف المتسوقون حرصهم على شراء مستلزمات العيد من القيصرية لمناسبة أسعارها ولتوفر كل مايحتاجونه من مستلزمات من ملابس وعطور وساعات في مكان واحد. واستعاد السوق كذلك أهميته السياحية، فبات وجهة رئيسية لزوار الواحة، ووضع فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في الاحساء السوق ضمن المسار السياحي لوسط الهفوف، ويتدفق عليه مئات السياح كل أسبوع لزيارته والتعرف على جانب من تاريخ "هجر". وحافظت أمانة الاحساء وعبر شراكتها الإستراتيجية مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وبالتعاون مع فرع جمعية علوم العمران في الاحساء على طراز البناء التقليدي لسوق القيصرية القديم الذي قضا أثر حريق أتى على البناء الأصلي للسوق، وساهمت هذه المحافظة على الطراز القديم للإبقاء على ذات القيمة المعنوية والاقتصادية والسياحية للسوق. متسوقون في القيصرية ولا يكاد ينفك م. عبدالله الشايب رئيس فرع جمعية علوم العمران في الاحساء من زيارة السوق لاستعادة جانب من عبق الماضي واستنشاق رائحة البهارات والعود التي تبعث من بين جنباتها، ويشير الشايب في حديث ل"الرياض" إلى ما تتمتع به القيصرية من تواتر الخبرة التسويقية للباعة أباً عن جد، مما خلق ارتباطاً على مستوى الأسرة والمجتمع بهذا السوق الذي يتميز بكثافة المحلات التي تبلغ 420 محلاً صغيراً تحت سقف واحد، لافتاً إلى تنافسية الأسعار، حيث تعد أسعار السوق مغرية للمتسوقين لانخفاضها عن أقرانها من الأسواق أو المحلات الأخرى. وفي الجانب الآخر يرى الشايب إلى أن القيصرية مركزاً محفزاً لإعادة المدينة التاريخية وتفعيل التراث العمراني، مما يزيد الوعي لدى الناس بهذا الفعل الجميل، معتبراً أن القيصرية كعنصر رئيس من عناصر وسط مدينة الهفوف التاريخي سيأخذ طريقة للتسجيل في اليونيسكو، وهي الجهود التي يقودها بخطوات ثابتة ومتسارعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مؤكداً أن هذه الخطوة ستضيف قوة تجارية وسياحية لوسط الهفوف وستجذب مزيد من المتسوقين والسياح.