جاء قرار إقالة المدرب الوطني خالد القروني مفاجئاً بعد خروج "العميد" من دوري أبطال آسيا على يد العين الإماراتي، فالقروني الذي قاد فريقه لتحقيق أرقام مميزة في الموسم الماضي وأوصله لهذا الدور من البطولة الآسيوية وكان يستحق أن يُمنح فرصة أخرى بيد أن إدارة ابراهيم البلوي فاجأت الوسط الرياضي بجعله "كبش فداء" وكأنها تلقي بكامل المسؤولية عليه على الرغم من كونه نجح مع الفريق في دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين وقاده لتحقيق العلامة الكاملة. القروني منذ أن تسلم دفة القيادة الفنية في الموسم الماضي لم يخسر سوى مباراتين آسيوتين ومثلها محليتين، وهذه الأرقام تؤكد بأنه كان يسير في الطريق الصحيح. في الموسم الماضي كانت نتائج الاتحاد جيدة، إلا أن الحال اختلف في البطولة الآسيوية هذا الموسم خصوصاً بعد عودة لاعب الوسط محمد نور وزميله المدافع أسامة المولد اللذين يحظيان بمعاملة خاصة من الإدارة الاتحادية بل لا نبالغ إن جزمنا بأنهما أهم من القروني لدى البلوي وإدارته، بدليل أنها وقفت موقف المتفرج وهي تشاهد نور يرفع صوته على القروني في مباراة العين بعد تغييره للمهاجم مختار فلاتة الذي انخفض مستواه بشكل كبير، كل هذه المؤشرات تؤكد بأن ثمة أموراً خلف الكواليس تبرئ القروني مما حدث وهو الذي وقع ضحية ل "محمد نور" كحال المدربين الذين سبقوه أمثال البرتغالي جوزيه والأسباني كانيدا. الاتحاد لم يستفد أيضاً من محترفيه الأجانب مثلما هو حال العين الذي يمتلك رباعياً أجنبياً يقلب موازين الكفة، فالمدافع الأردني مستوياته متواضعة ولا يستحق ارتداء شعار الاتحاد، أما لاعب الوسط سامبا فليس بذلك الاسم الذي يحمل الفريق، فقط البرازيلي ماركينهو هو من يستحق الإعجاب، فهل القروني كان مسؤولاً عن هذه التعاقدات؟ أم أن إدارة ابراهيم البلوي من تتحمل المسؤولية؟. الإدارة الاتحادية أعادت مدير الكرة حامد البلوي من جديد وهو الذي عرف بأن له مشاكل عدة مع اللاعبين خلال فترة إشرافه الأولى، وعودته قد تكون من أسباب الإخفاق الاتحادي الذي قننته الإدارة في المدرب وجعلته مسؤولاً عن كل ماحدث، أما التدخلات الشرفية فحدث ولا حرج إذ لا يخفى على الجماهير الاتحادية بأن هنالك شرفيين لهم يد طولى في النادي ويصل بهم الحال إلى فرض أسماء معينة على الإدارة التي تفرضها هي الأخرى على المدرب خالد القروني الذي اشتكى للمقربين من ذلك. الاتحاد عُرف بأنه من الأندية التي تعتمد اعتماداً كلياً على جماهيرها حتى أن اللاعبين يصفون تلك الجماهير باللاعب رقم واحد، وفي البطولة الآسيوية وبالتحديد في مباراة الإياب مع العين افتقد "العميد" لذلك اللاعب الأبرز بسبب عقوبة الاتحاد الآسيوي فما هو ذنب خالد القروني في ذلك، ولو كانت الجماهير الاتحادية حاضرة هل كان الاتحاد سيخسر مواجهة الإياب لا سيما وأن الفريق تمكن من العودة وتسجيل هدف باكر. المدرب الوطني يستحق الدعم من أنديتنا، وبطريقة تفكير "المشجب" القديمة والتي تتبعها بعض إدارات الأندية بتعليق اخطائها على الغير لا يمكن أن تنجب لنا الكرة السعودية مدربين مثلما تفعل الدول المجاورة.