نظراً لما تتميز به محافظة النماص من غابات طبيعية مكونة بشكل رئيسي من أشجار العرعر فقد دشنت وزارة الزراعة ممثلة في الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة عسير مؤخراً فعاليات وبرامج مهرجان العرعر الأول، تحت شعار «العرعر ثروة تتلاشى»، ونظم الفعاليات فرع الزراعة بمحافظة النماص، وذلك بحضور محافظ النماص محمد بن حمود النايف، ومدير عام إدارة الموارد الطبيعية بوزارة الزراعة عبدالعزيز الهويش وعدد من الخبراء والمهتمين. وبيّن مدير فرع الزراعة بالنماص عبدالرحيم بن فايز الشهري في كلمته أهمية المهرجان الذي يهدف إلى توعية وحماية غابات المنطقة من التدهور الذي حصل لها في السنوات الأخيرة، وإعادة تأهيلها وتحقيق تنميتها، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى للحيلولة دون انقراض أشجار العرعر والمحافظة على المتنزهات الطبيعية من بعض السلوكيات الخاطئة التي ينتهجها بعض المعتدين من قطع وحرق واحتطاب جائر. وأوضح الشهري أن فرع الزراعة في النماص يسعى جاهداً إلى تحسين الغابات وذلك باستزراع المواقع المتدهورة، في إطار مشروع التنمية المستدامة للغابات، مبينا أن فرع الوزارة يعمل على إعداد وتهيئة بعض المواقع التي نالها التخريب، داعياً الجميع إلى تحقيق الأهداف المرجوة من إقامة المهرجان، وإتباع الوسائل الكفيلة للحد من تدهور الغابات في مناطق المملكة كافة. إلى ذلك أكد مدير الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة عسير المهندس فهد الفرطيش على أهمية المحافظة على أشجار العرعر التي تمثل 80% من غابات المملكة، منوهاً بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير وحرصه الدائم بأن تكون منطقة عسير الوجهة السياحية الرائدة على مستوى المملكة، وذلك بالمحافظة على ما حباها الله تعالى من مقومات صنعت منها الوجهة السياحية الأولى في المملكة. وبيّن الفرطيش أن الإدارة العامة لشؤون الزراعة في عسير بادرت بزراعة أكثر من 8000 شجرة عرعر في بيئتها الطبيعية بمنتزه الملك عبدالعزيز بالسودة. إثر ذلك شاهد الحضور فلماً وثائقياً يحكي أهمية الزراعة ودورها في الحفاظ على النظام البيئي، وما تتميز به محافظة النماص من غابات لأشجار العرعر والاستخدامات التي يستفيد منها الإنسان في الماضي وذلك في عمارة البيوت القديمة ووسائل الحرث وغير ذلك. وأشاد منسق برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في المملكة (الفاو) الدكتور مصطفى ضرفاوي في كلمته خلال الحفل بمبادرة إقامة المهرجان الأول للعرعر، وذلك من خلال تسليط الضوء على هذه الشجرة وأهميتها، وتبادل التجارب والخبرات العلمية والعملية بما يعود على البيئة بالنفع والمحافظة على الأشجار من الإنقراض، عاداً غابات العرعر المتنفس والإرث الطبيعي والحضاري والثقافي الذي تتمتع به المملكة. وعدد ضرفاوي الأسباب المؤدية إلى تحطم الغطاء النباتي وتدهور التربة ومنها الاحتطاب والرعي الجائر والتوسع العمراني والحرائق والسياحة العشوائية، مؤكداً على أهمية تكاتف المؤسسات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الزراعة وبالتعاون مع القطاع الخاص والجمعيات التعاونية والمجتمعات المحلية لوقف التدهور عبر مكافحته والتطوير والتطبيق الجيد للتشريعات والأنظمة وتعزيز التوعية والإرشاد. جانب من تكريم المشاركين