تتسم عمليات تحوير المعدة وتكميمها وعلميات ربط المعدة بالحلقة المتغيرة بشهرة عالية واسعة الأفق ما بين أوساط الجراحين وكذلك لدى مرضى السمنة وذويهم ومجتمعهم. إلا أن مرض السمنة والتعقيدات الجسدية والتشريحية لمريضها يشكلون معوقات وتحديات فريدة تواجه الأطباء عند رعاية المرضى في فترة ما بعد خضوعهم لجراحة علاج البدانة والسمنة. وهذا ما قام العلماء في جامعة ساوث كارولينا بدراسته وسيتم نشره في شهر أغسطس القادم في المجلة الأمريكية لعلوم الصيدلىة الجراحية. خلص الباحثون أن التعامل مع الآلام الحادة التي يعاني منها من المريض في فترة ما بعد الجراحة يجب أن يتم ولكن بحذر وحرص شديدين عند كتابة جرعة دواء مسكن الألم التي تناسب المريض خاصة الأدوية الأفيونية مثل المورفين والترامال والتي تتطلب من الطبيب العلم والدراية الكافية بالمتغيرات الفسيولوجية التي تحدث في جسم المريض في هذه الفترة وأن يطلب مساعدة الصيدلي إن لزم الأمر. كما نوه البحث على وجوب معرفة الطرق الجراحية الوقائية المناسبة وطرق رصد ومعالجة المريض من المضاعفات المعدية والالتهابات داخل بطن المرضى المشتبه بهم وبشكل السريع، مثل كشف وعلاج عدوى جرثومة المعدة (هيليكوباكتربيلوري). وحذر البحث من عدم التهاون في وقاية المريض من الجلطات الدموية الوريديةوذكر أنها من المحاذير الجراحيه المهمه والمعقدة في نفس الوقت التي تتطلب الموازنة الدقيقة بين الفائدة من الوقاية العلاجية وخطرالنزيف منها بسبب السمنة وضخامة كتلة الجسد، فالنزيف من المضاعفات الخطيرة التي ينبغي مراقبتها عن كثب في فترة ما بعد الجراحة على الفور. يعود كل ذلك للاختلافات الحادة في امتصاص الدواء وكذلك التغيرات الهرمونية الناشئة من مرض السمنة ومن الإجراء الجراحي لعلاجها، الامر الذي يستلزم إجراء تعديلات كثيرة على غالبية الأدوية المزمنة التي كان يستخدمها وسيستخدمها المريض في المستقبل لضمان سلامته وفعالية هذه الأودية. كل هذه التعديلات تصبح أسهل مع وجود الصيادلة الإكلينيكيين كجزء فاعل ومهم من تركيبة الفريق المعالج والذين شدد البحث وأهاب بضرورة تواجدهم المستمر مع الفريق الجراحي المعالج.