من سنن الله - تعالى - في عباده، أن يوفق أهل الخير من الذين جاهدوا في سبيله بالمال، وإعطاءهم دفعة كبيرة في اتجاه تفعيل الجمعيات التعاونية، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم في الداخل؛ ليكون لهم غنم العمل الخيري، والدفع به إلى مرحلة جديدة؛ ولتكون نقلة نوعية في مسار الأعمال الخيرية؛ من أجل ترسيخ عوامل الاستقرار. مناسبة ما تقدم، تمثلت في العطاء، والبذل بكل أشكاله، والذي قدمه ابن البكيرية - الشيخ - إبراهيم بن محمد الحديثي - رئيس مجموعة شركات نجمة المدائن -، حيث تسلمت الجمعيات الخيرية بالبكيرية - مؤخراً - مبلغ مليون ريال، شملت الدعم لجمعية الزواج، والتنمية الأسرية بمبلغ 400 ألف ريال، وجمعية البر الخيرية بمبلغ 400 ألف ريال، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمبلغ 200 ألف ريال، كل ذلك؛ لتطوير المجتمع، وتنميته، وإتاحة الفرصة للمساهمة في عمليات البناء الاجتماعي، والاقتصادي اللازمة. كنا ولا زلنا، نحتاج إلى تلك الجهود التطوعية في ظل غياب مفهوم: " المسؤولية الاجتماعية " في مجتمعنا، - لاسيما - وأنها تقتضي الذهاب إلى أبعد مما يطالب به النظام؛ من أجل المساهمة في الصالح العام للمجتمع، حتى ينعم بالازدهار، والنمو الاجتماعي للأجيال القادمة، والسير نحو قضايا مهمة، تشكل منعطفا حقيقيا في الحراك الاجتماعي النهضوي، والتنموي بمختلف تطبيقاته الفعلية على أرض الواقع؛ لإحداث التغيير الإيجابي. - خاصة - بعد أن تردد في - الآونة الأخيرة - على مسامعنا، عبارة: " المسؤولية الاجتماعية "، وهي تعني: دور الأفراد، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والتشريعات الحكومية في المساهمة في عملية التنمية المستدامة، من خلال غرز القيم الأخلاقية، والإنسانية في المجتمع، والمساهمة في تحسين قطاعات مختلفة، مثل: التعليم، والصحة، والبيئة. إن جاز لي أن أختم بشيء، فهي همسة في أذن تلك المؤسسات الخيرية، والتطوعية، بأن يتحملوا مسؤولية وضع التبرعات حيث ينبغي أن توضع، وهم أهل لذلك، وأن يكون العطاء مدروسا، وأن يرتقي الإنفاق إلى مستوى حاجة المستفيدين، وأولياتهم في الإنفاق؛ حتى يعاد ترتيب الأولويات، وذلك في ضوء المعطيات المعاصرة. - إضافة - إلى ضرورة اعتماد تلك المؤسسات على تمويل نفسها من خلال وجود الأوقاف، والاستثمار؛ من أجل أن نضمن لها الاستمرار، والازدهار - بإذن الله -.