ضمن الاستراتيجية التي تنتهجها الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، يواصل مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل للأورام تقديم افضل الخدمات العلاجية والرعاية الصحية المتقدمة والمتكاملة، إذ تم تأمين جهاز جديد وحديث ذي تقنية عالية متقدمة في مجال علاج الأورام وخصوصاً علاج الأورام الإشعاعي في المركز بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، ليسهم هذا الجهاز الجديد بتوفير العلاج ورفع المعاناة عن المرضى. وأعلن مركز الأميرة نورة، إنشاء وتركيب وتشغيل أول جهاز للتصوير الطبقي بالإصدار البوزيتروني (PET/CT) في المنطقة الغربية، وهي الخطوة الأولى من نوعها على مستوى المنطقة الغربية للكشف عن الأورام وتشخيصها، في ظل الارقام المتزايدة من المرضى الذين يضطرون للسفر للكشف عن مدى إصابتهم بأورام سرطانية من عدمه. واوضح الدكتور سليمان الغامدي رئيس قسم علاج الاورام الاشعاعي بمركز الأميرة نورة للاورام أن تقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني هي إحدى أهم التقنيات التصويرية الحديثة في الطب النووي، لافتاً إلى أنها تقنية تجمع بين نقاط القوة في اثنين من طرق التصوير الراسخة في جلسة تصوير واحدة لتشخيص أكثر دقة وتحديد لمكان السرطان مع توفير الراحة اللازمة للمريض، من خلال التصوير المقطعي بانبعاث البوزيترون. وقال: "نستطيع أن نراقب سير الخلايا بيوكيميائيا عن طريق الكشف عن كيفية معالجتها لبعض المركبات، ونستطيع تحديد الخلايا السرطانية حتى في مرحلة مبكرة جداً في حين تفشل في ذلك طرق تشخيصية أخرى، الأمر الذي يسهم في سرعة العلاج، كما يمكن للأطباء التحديد بدقة لموقع ومرحلة الأورام، من خلال البيانات الأيضية من المسح الضوئي لل "PET"، والبيانات التشريحية المفصلة من الاشعة المقطعية (CT)". وقال الدكتور الغامدي: "على رغم أهمية هذه التقنية التشخيصية في الكشف المبكر عن الأورام، إلا أنه ليس من السهل الحصول على المادة المشعة المستخدمة وهي ال "FDG"، فقد كان التحدي الأكبر في توفير هذه المادة المشعة المستخدمة في هذا النوع من طرق التشخيص، إذ أن هذا المادة المشعة التي يحقن بها المريض تتميز بقصر عمرها النصفي (أقل من ساعتين)، الأمر الذي يؤدي إلى خسارتها لنصف نشاطها الإشعاعي خلال أقل من ساعتين، ما يستوجب سرعة استخدامها وحقنها في جسم المريض خلال ساعات قليلة من إصدارها، علماً أن المادة لا تنتج في المنطقة الغربية، ومثلت مسألة نقلها من الرياض أو المنطقة الشرقية إلى مركز الأميرة نورة تحدياً كبيراً أخذ وقتا طويلا حتى تم التغلب على ذلك بتضافر جميع الجهود". واشار إلى أنه تم تجهيز الجناح الخاص بالجهاز بكافة وسائل السلامة الإشعاعية، كما تم تجهيز الجدران المحيطة بسمك معين من مادة الرصاص، بطريقة علمية لا تسمح بتسرب الاشعاع خارج الجناح، بعد دراسات مستفيضة شارك فيها قسم الفيزياء الطبية وتم اعتمادها من مسؤول الحماية من الإشعاع. ومن ناحية ثانية، بين الدكتور الغامدي انه المركز أكمل بناء وتركيب وتشغيل المعمل الأول من نوعه في المملكة، لقياس الجرعات الإشعاعية الشخصية للعاملين، باستخدام تقنية جديدة تعتمد على استخدام الشرائح المتلألئة المحفزة بصرياً، إذ يوفر مقياس الجرعات درجة جديدة من الحساسية عن طريق إعطاء قراءة دقيقة منخفضة تصل إلى 1 مللي رم للأشعة السينية وأشعة غاما الفوتونات للطاقات التي تتراوح بين 5 كيلو إلى أكبر من 40 إلكترون فولت. الجهاز الحديث