تجنبت البرتغال تكرار سيناريو مشاركة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وانقذت نقطة من مباراتها مع امريكا بالتعادل معها 2-2 بفضل هدف قاتل من البديل فاريلا فجر أمس الاحد على ملعب "ارينا امازونيا" في ماناوس في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السابعة. واعتقد الجميع ان البرتغال ستودع النهائيات بعدما دخلت الى الوقت بدل الضائع وهي متخلفة 1-2 قبل ان يتمكن لاعب وسط بورتو من هز الشباك الاميركية بهدف التعادل الذي جنبها الهزيمة الثانية وحرم الاميركيين من ضمان تأهلهم الى الدور الثاني. وكان المنتخب البرتغالي استهل مشواره في مشاركته المونديالية الرابعة على التوالي والسادسة في تاريخه بهزيمة مذلة تماما امام نظيره الالماني برباعية نظيفة في مباراة شهدت طرد مدافعه بيبي الذي اوقف لمباراة واحدة وغرم من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد اعتدائه على توماس مولر، كما خسر جهود ظهيره فابيو كوينتراو الذي لن يتمكن مواصلة مشواره في النهائيات. وقد لا يفوت كوينتراو الكثير عليه لان فوز بلاده على غانا في الجولة الاخيرة قد لا يكون كافيا لها في حال تعادل المانيا (4 نقاط) وامريكا(4 نقاط) التي فرطت بفرصة التأهل وبتحقيق فوزها الثاني على التوالي للمرة الاولى في النهائيات منذ عام 1930 حين فازت على بلجيكا والباراغواي بنتيجة واحدة 3-صفر. وكان بامكان الاميركيين تكرار سيناريو 2002 عندما تواجهوا مع البرتغال في الدور الثاني وفازوا عليها 3-2، ما ادى في نهاية المطاف الى خروج الاخيرة من الدور الاول، فيما حصلت كوريا الجنوبية وبلاد "العم سام" على بطاقتي المجموعة الى الدور الثاني. وبدأت البرتغال التي فشلت في تحقيق فوزها الثاني فقط في مبارياتها التسع الاخيرة في النهائيات (الاولى عام 2010 على حساب كوريا الشمالية صفر-7)، اللقاء باشراك الحارس بيتو بدلا من روي باتريسيو المصاب، وفي ظل غياب بيبي لعب مدافع فالنسيا الاسباني ريكاردو كوستا اساسيا على غرار مهاجم لاتسيو الايطالي هلدر بوستيغا الذي حل بدلا من المصاب هوغو الميدا، ومدافع فنربغشه برونو الفيش الذي حل بدلا من كوينتراو. كما لعب كريستيانو رونالدو افضل لاعب في العالم منذ البداية رغم استمرار معاناته من الاصابة التي عطلت تحضيراته للنهائيات واجبرته في البرازيل على ترك التمارين في اكثر من مناسبة. اما في الجهة الاميركية، فكان غراهام زوسي التغيير الوحيد في تشكيلة المدرب الالماني يورغن كلينسمان بسبب اصابة جوزي التيدور امام غانا في الجولة الاولى. وكانت بداية البرتغال مثالية اذ افتتحت التسجيل بعد 5 دقائق فقط عبر ناني الذي استفاد من خطأ فادح للمدافع الاميركي جيف كاميرون الذي اخفق في تشتيت كرة سهلة تماما لعبها ميغيل فيلوزو فسقطت امام جناح مانشستر يونايتد الانكليزي المتواجد على القائم الايسر فسددها في شباك الحارس تيم هاورد الذي اعتاد مواجهته في الدوري الممتاز كون الاخير يدافع عن مرمى ايفرتون. وجاء هدف ناني في الدقيقة 45ر4، ليصبح بالتالي صاحب ثالث اسرع هدف للبرتغال في النهائيات بعد هدف جوزيه اوغوستو الذي سجل بعد مرور دقيقتين من المباراة امام المجر (3-1) عام 1966، وهدف بدرو باوليتا الذي جاء في الدقيقة 54ر3 ضد انغولا (1-صفر) عام 2006، علما بان البرتغال حققت في 1966 و2006 افضل نتائجها في النهائيات باحتلالها المركزين الثالث والرابع على التوالي. وكاد الاميركيون ان يدركوا التعادل من ركلة حرة نفذها القائد كلينت ديمبسي لكن الكرة علت العارضة بقليل (13).واثمر الضغط الاميركي عن هدف مستحق تماما لجونز الذي وصلته الكرة خارج المنطقة اثر ركلة ركنية، فتقدم بها قليلا نحو الوسط قبل ان يطلقها رائعة في الزاوية اليسرى لمرمى بيتو (64). وعندما اعتقد الجميع ان المباراة تتوجه الى التعادل فاجأ الاميركيون رونالدو ورفاقه بهدف التقدم في الدقيقة 81 اثر هجمة مرتدة سريعة وصلت عبرها الكرة الى برادلي في منتصف منطقة الجزاء فسددها لكنها ارتدت من الدفاع وسقطت امام غراهام زوسي الذي لعبها عرضية للقائد ديمبسي المتواجد وحيدا امام المرمى فتابعها بصدره في الشباك. وحاول البرتغاليون في الدقائق الاخيرة ان ينقذوا نقطة ستبقيهم في المنافسة حتى الجولة الاخيرة، لكن رجال كلينسمان صمدوا في وجههم حتى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع عندما لعب رونالدو كرة عرضية من الجهة اليمنى انقض عليها البديل فاريلا واودعها برأسه "سابحا" في شباك هاورد.