يعيش السعوديون تجربة جديدة في مطاراتهم بعد أن تم تدشين (كاونترات) جوازات النساء في مطار الملك عبدالعزيز. خدمه جديدة لمطلب ملح كان مستبعداً لأسباب ظنها المجتمع حقيقية واكتشف بعد التجربة أنها لم تكن سوى وهم! هواجس ومخاوف كانت تدور في العقول وتؤجج في القلوب جعلت الوهم يكبر حتى صار عائقاً طال مسيرة التنمية في عمل المرأة وهضمها حقوقاً كانت تستحقها. الآن فقط بدأت تتضح الصورة بعد أن عاش السعوديون التجربة واستوعبوا حقيقتها. كاونترات الجوازات النسائية ستحفظ للمرأة المسافرة خصوصيتها وستمنح للمرأة السعودية حقاً مشروعاً في العمل الشريف كان حكراً على الرجال بدون مبرر واضح؟! لن نستغرب لو تعالت أصوات تهدد وتندد بهذه الخطوة وتستعيذ من العاملات فيها مثلما حصل مع سعوديات أخريات طرقن أبواب عمل سابقة. لكن المنطق والعقل سيغلبان دائماً بعد أن يرى الناس فوائد هذه الخطوة ويتيقنوا من شرفها كمهنة. مشاركة المرأة السعودية في المجالات الأمنية له أهمية وطنية ومفهوم حقيقي للعمل. المجتمع السعودي بكل أطيافه لا يختلف عن غيره من المجتمعات إلا في شيء واحد أنه كان يعتقد نفسه مختلفاً؟! وكان صارماً على نفسه خوفاً من الخطأ والخطيئة حتى ظلم نفسه وظلم معظم أبنائه وبناته دون أن يعي أن الخطأ وارد ولا عاصم منه إلا مخافة الله والرقي في الأخلاق وعدم الحاجة. هؤلاء السعوديات اللاتي نفتخر بمهامهن الجديدة في كاونترات المطار هن سيداته معنى ولفظاً، وسيثبتن جدارتهن بإذن الله، وأرجو أن تتزايد أعدادهن لتمتد مهامهن لأماكن أخرى في مطارات هي بحاجة لهن لدعم السعودة في خطوط الطيران السعودية والأجنبية. ومع هذا التوسع المحمود في مجالات التوظيف للمرأة السعودية وجب الإسراع في وضع لوائح وأنظمة وجزاءات تحميهن من التحرش أو التجريح والإساءة من مرضى المجتمع أو قساته. بقي علينا أن نعي أن هؤلاء السيدات بحاجة لدعم مجتمعهن لهن وتشجيعهن بحسن التعامل والاحترام فنجاحهن واستمرارهن هو نجاح للمجتمع ودلالة على رقيه وتحضره.