الجامعة الإلكترونية.. رهان على التقنية لتعليم «جيل المستقبل»

دخلت الجامعة السعودية الإلكترونية منتصف عامها الثالث مسرعة في خطواتها النوعية لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذي أمر بإنشائها عام 1432ه للإسهام في بناء مجتمع المعرفة السعودي، منفردة عن نظيراتها من الجامعات الحكومية في تبنيها نظام التعليم المدمج الذي يجمع بين أسلوب التعليم الإلكتروني وأسلوب التعليم المباشر، لتوفر تعليما يرتقي بفكر طلابها من خلال التعليم عن بعد بنسبة 75% و25% لحضور الفصل الدراسي.
وتراهن الجامعة التي سوف تستلم زمام أمور التعليم الإلكتروني في المملكة عام 2016م، على قدرتها في المساهمة في بناء اقتصاد المعرفة في البلاد، وايصال رسالة المملكة الحضارية للعالم، من خلال الرفع من مستوى التعليم الجامعي وفق أحدث الأساليب العلمية المعمول بها في أرقى جامعات العالم، والتي ستسهم بحول الله تعالى في صناعة جيل قادر على مواجهة تحديات العصر الحديث المتخم بتقنياته التكنولوجية المتجدّدة التي دخلت مناحي الحياة المتنوعة، ويتمكن من مواكبة عجلة الحياة.
د.الموسى: نوفر بيئة تعليم قائمة على تقنيات المعلومات والاتصالات والتعلم الإلكتروني والمدمج
وفي ذلك السياق قال مدير الجامعة السعودية الإلكترونية المكلف الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى، إن الجامعة عبارة عن مؤسسة أكاديمية حكومية تدخل ضمن منظومة الجامعات الثماني والعشرين التي تقدم التعليم الأكاديمي بمختلف تخصّصاته في جميع مناطق المملكة، مؤكدا أن الجامعة الإلكترونية تمنح الخرّيج شهادة منتظم معتمدة من قبِل وزارة الخدمة المدنية.
وأشار في حديث خاص ل"الرياض" إلى أن الجامعة الإلكترونية توفر بيئة تعليم قائمة على تقيات المعلومات والاتصالات والتعلم الإلكتروني والتعليم المدمج، وتمنح درجات الدبلوم، والبكالوريوس، والماجستير، في برامج وتخصصات تلبي متطلبات التنمية وتتواءم مع احتياجات سوق العمل في البلاد.
وأوضح أن الجامعة تمنح البكالوريوس في تخصّصات: المحاسبة، والتجارة الإلكترونية، وتقنية المعلومات، والمعلوماتية الصحيّة، وتمنح الماجستير في تخصصي إدارة الأعمال للطلاب والطالبات، وأمن المعلومات للطلاب، ودبلوم الحكومة الإلكترونية للطلاب، إضافة إلى إعداد برامج مهنية تلبي حاجة سوق العمل، وتنظيم دورات في التعليم المستمر والتعليم مدى الحياة.
وما بين معايير الجودة، والاعتزاز بالهوية الإسلامية، والموثوقية، والريادة، بدأت الجامعة الإلكترونية مشورها عام 1432ه بأربعة فروع في: الرياض، وجدة، والدمام، والمدينة المنورة، لتصل في غضون عامين إلى سبعة فروع بعد أن انضمت إليها الجوف، وأبها، والقصيم، وستنضم قريبًا جازان، وتبوك، والطائف، علاوة تحقيق أهدافها الاستراتيجية بالتوسع في افتتاح مراكز تعليمية ببقية مناطق المملكة، والحصول على الاعتمادات الأكاديمية داخليًا وخارجيًا لرفع جودة التعليم لديها.
ولفت الدكتور الموسى النظر إلى أن الجامعة الإلكترونية عقدت شراكات استراتيجية مع عدد من الجهات التعليمية المتقدمة في العالم بغية الارتقاء بمستوى تعليمها الأكاديمية، ومن ذلك شراكتها مع ( نظام بلاك بورد) الذي يتيح هذا النظام المحتوى التعليمي (النص، والصورة، والفيديو) بما يكفل التفاعل بين الطلاب والدارسين عبر الفصول الافتراضية وحلقات النقاش، وتصحيح الواجبات والاختبارات.
من جانبه بين وكيل الجامعة الإلكترونية الدكتور عبدالله بن عمر النجار، أن الجامعة تطبق العديد من البرامج الأكاديمية المتطورة في مراحل التعليم الجامعية خاصة في السنة التحضيرية مثل برنامج EF العالمي لتعليم الإنجليزية، وصمّمت مقرّرات دراسية وفق أسس علمية سليمة تتوافق مع ما يدرس في أفضل الجامعات بالعالم، وطبقت (نظام بنر) الذي يتيح للطالب بناء خطته الدراسية وجداوله حتى يتخرج، إلى جانب السماح له بالدخول على المكتبة الرقمية السعودية التي تحوي 42 ألف مرجع علمي.
وأضاف الدكتور النجار، أن الجامعة تواكب كل متغيرات الحياة، وتعمل على إعادة صياغة خططها الأكاديمية لاستحداث كليات وأقسام جديدة تخدم المجتمع والوطن، مثلما وافق مجلس التعليم العالي مؤخرًا على إنشاء كلية العلوم والدراسات النظرية في الجامعة تضم أقسام: الإعلام الإلكتروني، والقانون، واللغة العربية لغير الناطقين بها، واللغة الإنجليزية، حيث ستبدأ الدراسة فيها بحول الله تعالى العام المقبل.
وفيما يتعلق بالنصف الثاني من المجتمع، فقد أوضحت المشرفة على أقسام الطالبات في الجامعة الإلكترونية الدكتورة هند بن عبدالعزيز الفدا، أن أسلوب التعليم الإلكتروني المدمج الذي تستخدم الجامعة الإلكترونية جذب العديد من فتيات الوطن ممن حرمن من التعليم الجامعي بسبب انشغالهن في وظائفهن أو المنزل إلى تحقيق حلمهن في دراسة البكالوريوس والماجستير، إذ يعتمد تعليم الجامعة على تقنيات التعليم عن بعد أكثر من الحضور المنتظم.
ونوهت الدكتورة الفدا إلى أن أسلوب التعليم عن بعد من الأساليب التعليمية المعتمدة في أرقى جامعات العالم، مؤكدة أنها تنوي مطلع العام المقبل التنسيق مع مسؤولات وزارة التربية والتعليم لشرح طريقة استخدام هذا النظام التقني الحديث لطالبات التعليم العام في المرحلة الثانوية، ليستوعبن فائدته التعليمية لهن، قبيل التحاقهن بالجامعة، لأن هذا الأسلوب تتبعه معظم الجامعات بالمملكة.
وقالت إن الجامعة تهدف في أسلوبها التعليمي إلى تنمية مهارات التفكير لدى طالباتها، وتعزيز التعلّم الذاتي القائم على أسس تفاعلية نشطة تزيد من ملكة الابداع والفكر والبحث لكل طالبة، معبرة عن أملها في أن تثمر هذه التجربة المتميزة في تخريج طالبات متمكنات في المجالين العلمي والعملي.
الجامعة تراهن على تقنيات متطورة