كشف مدير عام فرع وزارة الزراعة بمنطقة عسير المهندس فهد الفرطيش وجود نية لدى الوزارة لوضع خطة استصلاح المدرجات الزراعية بمنطقة عسير، بعد عمليات الرفع المساحي للأراضي الخاصة بها، إضافة إلى تفعيل السياحة الزراعية والاستفادة من المزارع لمصلحة السياح من خلال تهيئة منتجعات زراعية سياحية تقدم العديد من المنتجات. وأضاف الفرطيش: «إنه لن يكتف بذلك، بل سيدعم المزارعين في تقديم منتجاتهم للسياح»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المنطقة عرفت بمنتجاتها من الفاكهة والخضروات والعسل والحبوب والبر والورقيات وغيرها. وأكد الفرطيش أن فرع وزارة الزراعة يعد طاقاته لعمل برامج إرشادية للاستفادة المثلى من المدرجات الزراعية وكيفية الحفاظ عليها وعلى شكلها الجمالي، إضافة إلى فوائدها على البيئة. يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبر فيه العديد من الخبراء في مجال السياحة أن وجود المدرجات الزراعية الخضراء في المواقع الجبلية بالمنطقة من أهم عوامل الجذب السياحي، لما تتميز به هذه المدرجات من شكل جمالي يراه المسافر عبر أجواء المنطقة، مستنطقاً روح الطبيعة ومعبرة عن منجزات الإنسان من مئات السنين، وأشار الأديب والمتخصص في تاريخ عسير علي مغاوي إلى أن أسباب لجوء أهالي المنطقة لبناء وصناعة المدرجات، يعود للتضاريس الجبلية والانحدارات الشديدة التي تقع عليها الكثير من أراضي المنطقة، مبيناً أن أهمية هذه المدرجات الزراعية في احتجازها لمياه الأمطار التي تشكل المصدر الأساسي للمياه المستخدمة في الزراعة قديماً، باعتبارها جزءا من التخطيط الهندسي الزراعي لمنطقة عسير، إذ أنها عادة ما تكون متوسطة الارتفاع، وتتفاوت أعداد أراضيها أو ما يعرف ب «الركيب» من خمس إلى عشر أراض تكون فوق بعضها البعض، ويصل ارتفاع الواحدة عن الأخرى من النصف متر إلى المترين والنصف، يكون أسفلها ما يسمى ب «الجلة» التي تستقبل المياه الهابطة من المدرجات الزائدة عن حاجتها لتقوم بتصريفها»، ويتحكم شكل الهلال في بناء المدرجات على السفوح، فيما تزداد توسعاً وانبساطاً في الأودية، وجميعها تتميز بتجدد تربتها سنوياً، في حين تنقسم أراضيها إلى قسمين الأولى تسمى «العثري» ويقصد بها المواقع التي تعتمد على سقوط الأمطار وإنتاج محاصيلها بدون ري، بينما يطلق على القسم الثاني «المسقوي» وهي التي تسهم الآبار في ريها. وبالرغم من قلة مساحة تلك المدرجات الزراعية، إلا أن مغاوي يقول إن مردود محاصيلها الزراعية مرتفع، وذلك لتجدد تربتها، واقتصار زراعتها في الغالب على محصول البر «الحنطة»، وغالباً ما تزرع بخليط البر والشعير وتعرف ب «المشعورة». وأبان أن هذه المدرجات تعبر عن الطبيعة الاجتماعية والزراعية في المنطقة وقدرة الإنسان على تحدي الطبيعة والتضاريس الصعبة وتعامله مع الصخور وتطويعها. من جهته، شدد مدير فرع الهيئة العامة للسياحة بالمنطقة محمد العمرة على حرص الهيئة على التعاون مع وزارة الزراعة وفرعها بالمنطقة من أجل الحفاظ على الشكل الجمالي للمواقع الزراعية في المنطقة، باعتبارها من أهم عوامل الجذب السياحي، مضيفاً: «كثير من المصطافين يعودون لبلادهم محملين بالمحاصيل والهدايا الزراعية من العسل والفوازة والخضروات، كما يتطلع العديد من السياح للمناظر الطبيعية الخلابة التي تبرز في عسير من جماليات الخضرة والطبيعة والتي يمكن استثمارها من خلال التنسيق مع فرع وزارة الزراعة لتطوير السياحة الزراعية في المنطقة، وإيجاد منتجعات زراعية».