من حسنات الانستغرام توجه بعض الشباب والشابات لنشر القيم الإنسانية والروحية الهادفة والجميلة في المجتمع كي تصل للآخرين وتنمي من خلالها ثقافة حياتية معتدلة تقودها مبادئ الدين والقدوة الحسنة. فتاتان من محيطي العائلي أنشأتا حساباً على الانستغرام يسمى حسنات وهو يقدم الأدعية الإسلامية بشكل جميل ويساهم في ثقافة التوجه لله في كل أمورنا، وتقول إحداهن"أشعر بفرح غامر حينما أرى متابعينا يزدادون ودعواتهم لنا بالخير تتوالى. وأقول لها كيف بدأت الفكرة؟ وتجيبني "هي ليست أفكاراً وإنما راحة نفسية مثل التي نشعر بها حينما نقرأ القرآن أو نبدأ يومنا بالأذكار صباحاً ومساء". ثم تضيف "لسنا وحدنا فهناك آخرون يتبنون نفس التوجه وينشرون الأدعية والأحاديث ولهم متابعون بمئات الآلاف. وأكثر.. الحمد لله هي راحة نفسية بالفعل وتبدو أجمل لأنها مع الجماعة مثل العملة النادرة هذه الأيام مع كل ما ينهمر على الناس من أخبار مزعجة، تبقى وسائل الهروب أو التكيف هي أداة توازن لابد منها. السؤال بالطبع كيف نرتاح؟ والدعاء يبقى من أنقى الوسائل وأكثرها فعالية بعون الله. *** محمد النفيسة منتج شاب سعودي وكاتب سيناريو للبرامج الإعلامية بمواقع التواصل الاجتماعي، له برنامج ناجح اسمه منشن لا تتجاوز مدته 15 ثانية يقدم من خلالها على الانستغرام رسائل إيجابية وهادفة. هي صورة أخرى من التفاعل الأمثل لحاجات المجتمع المعنوية وإنسان اليوم، من التذكير بالخطوط الصحيحة والتوعية بالسلبيات الاجتماعية التي ربما بمقدور توجيه مرئي قصير أن يلفت النظر لها في مدة قصيرة بالفعل وتكون أكثر تأثيراً من مجلدات لا يستوعبها زمن الحاضر. ورغم أن الأعمال الفنية تكون أكثر صعوبة كلما اختزلت مدتها كما هو معروف، إلا ان فريق عمل منشن المبدع نجح في إضافته الإعلامية والوصول للمتابعين وتقديم فكرته بكل اقتدار. **** كنا نتحدث عن الأطعمة، وهي موضة غذائية معترف بها هذه الأيام وعلى كافة الأصعدة حينما تناثرت الأسئلة عن بعض الوصفات المختارة. فقالت الفتاة الشابة في نبرة استسلام ضاحكة "لحظة.. اسألي أختي فهي المتخصصة في شؤون الطبخ". شاغبتها بدوري " وأنت..ماذا ستفعلين عندما تتزوجين؟" قالت وهي ما زالت تضحك ربما خجلاً " سأتعلم عندها". تأملتها برهة وهي تنشر شيئاً من المرح بفلسفتها حولنا.. تثرثر لي عن يومها وما جد في عالمها وصديقاتها. وألاحظ أن الأجواء تصبح إيجابية كلما تناولنا تفاصيل حياتنا اليومية دون غمرها بتشاؤم لا تحتاجه، فتصبح رؤانا سهلة المعاينة والحكم عليها. أما إضافة عامل الرفق والمشاعر الإيجابية فهي ليست عين الحكمة فقط وإنما جرعة تفاؤل نحتاجها جميعا. عندها بادرتني هي قائلة "ذكّرتِني بإحدى صديقاتي وهي في الحقيقة شقيقة صديقتي اقتربت من مجموعتنا ذات يوم وصارت تأتي لزيارتي وتمضي اليوم بطوله.. ولكنها لا تأتي وحدها أبداً، فهي تحضر معها مكنسة كهربائية بقوة عشرين ألف واط!! وأهتف في عجب رغماً عني "ماذا؟ مكنسة؟" وتعود ابتسامة هادئة لوجهها الصغير لتوضح "هي مكنسة افتراضية جبارة وأعني بها قدرتها على شفط كل طاقة إيجابية عندي.. شعور متفائل أو إحساس مرح! وعندما تذهب أكون أنا وصلت لدرجة وهن نفسي وتشاؤم أيضا بينما تأخذ هي معها كل مرحي وتفاؤلي" وكيف أصلحتِ الحال؟ كان لابد من السؤال. قالت بنبرة واثقة ابتعدت عنها وأبقيت صداقتي مع من هن مثلي والحمد لله.