خطوات مُفرحة تلك التي قرأنا عنها أخيراً من أن أمانة منطقة الرياض بدأت بإنشاء عدد من المراكز الإدارية وذلك في خطوة تهدف إلى توحيد التقسيم الإداري لمدينة الرياض ودعم وتعزيز توجيهات الإدارة الحضرية نحو اللا مركزية في تقديم الخدمات من خلال تنفيذ خمسة عشر مركزاً إدارياً على مستوى مدينة الرياض، وتسعى أمانة الرياض من خلال إنشاء مراكزها الإدارية بأن يكون لكل نطاق بلدية فرعية مركز إداري مستقل لتقديم وتقريب الخدمات المرتبطة باحتياجات المواطن المتكررة (بلدية فرعية، مركز شرطة، كتابة عدل، فرع شركة الكهرباء، فرع لمصلحة المياه، فرع لإدارة المرور، فرع لإدارة الجوازات، فرع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مركز صحي، فرع للدفاع المدني، فرع للأحوال المدنية، فرع لشركة الاتصالات، فرع البريد وغيرها من الخدمات الأخرى). وحتما ستسهم المراكز الإدارية في سرعة التنسيق بين مختلف الأجهزة المشاركة في التنمية وتعريف الأجهزة المعنية بالمرافق والخدمات العامة على النمو السكاني والعمراني للمدينة إضافة إلى سهولة التنسيق بين الأجهزة المعنية بالنواحي الأمنية والطوارئ. وتقريب الخدمات للسكان وتخفيف كثافة المراجعين على الإدارات المركزية. كما أن تنسيق المراكز الإدارية سيسهم في سهولة تعرف السكان والأجهزة المعنية على الحدود الجغرافية والإدارية. وتيسير عمل المسوحات السكانية والاجتماعات الاقتصادية وإجراء الدراسات التخطيطية. والناظر إلى المدن الكبيرة في العالم كله يرى أن ذاك من صميم التخطيط حيث تستقل البلديات بأمورها لتصريف ومعالجة أمور الجمهور وقضاياه الملحة دون "كتابنا وكتابكم المعطوف على.." عبارة عقدتنا حتى أوجد ما يُشبه الكوابيس ليلة موعد مراجعة دائرة حكومية أو طلب خدمة. وهذا أحد أسباب مشكلة المرور حيث تحتم على المرء أن يُراجع إدارة واحدة في مدينة ممتدة الأطراف. لدرجة أن المرء يود الإقلاع إلى كوكب زحل ولا يذهب إلى دائرة مركزية. أحد معارفي، وهو مقاول، نقل انطباعاته من العواصم الغربية التي زارها أخيراً مبدياً إعجابه بالشؤون البلدية على وجه الخصوص. وقال إنه حاول أن يرى شاحنة تكب رمالاً. أو ناقلة "تريلة" تحمل حديداً مكشوفاً، أو "وايت" شفط مجاري يسير في مواقع آهلة، أو عربة بلدية تدور.. إلى آخر العجائب والمدهشات. ومن كثرة انشداده إلى ذلك التنظيم الرائع والباهر يسأل الحضور لماذا لا تجدي نفعاً تلك الأنظمة التي تطرحها البلديات وتعممها وتحاول تطبيقها. ويأتيه الجواب الحاضر: لا يزال الوقت مبكراً في بلادنا على فهم ووجوب تطبيق هذه الأمور. والمرافق البلدية تحاول جعل الكل راضياً. وأقول: إذاً لماذا في مناسبات نضع أنفسنا في مصاف الدول الراقية. ونقول مثلاً: لدينا عدد وافر من الجامعات. وإذا وصل الأمر إلى مراعاة الأنظمة البيئية نقول: "توّنا على هذا..!" أو "بدري على هذا".