تعقيباً على ما نشرته بعض الصحف المحلية يوم الأربعاء بتاريخ19/03/2014م عن تجاوزات في الإدارات النسائية بعسير والتي اتهمت قيادات تربوية نسائية في عسير القائمين عليه بمخالفة الأنظمة وابدين تذمراً كبيراً. أقول مستعينا بالله: المرأة نصف المجتمع وقد حظيت في شرعنا الإسلامي المطهر بمكانة رفيعة ودرجة عالية فهن شقائق الرجال وشريكات البناء في وطننا الحبيب. والجميع يعرف ان ديننا الحنيف اوصانا بالرفق بهن والإحسان اليهن في كل الأحوال وتحت كل الظروف، المرأة هي الأم والأخت والابنة والزوجة وهي عدة الشعوب وهي المربية الأولى تُعد الأئمة والعلماء والمفكرين والمبدعين والتاريخ يزخر بالأمثلة الكثيرة على ذلك. انصافها طاعة ونصرها واجب على الرجال الشرفاء الذين يحملون أمانة العدل، وقد خلق الله المرأة صبورة تتحمل مالا يتحمله الرجل مطيعة تساير ظروف الحياة وقد تنتظر الفرج سنين عديدة، واليوم هناك من أخواتنا الفاضلات اللاتي خرجن من بيوتهن للمشاركة في البناء ودفع عجلة التربية والتعليم للامام في أهم وأعظم استثمار لهذا الوطن الكريم وهن يعانين من تهميش وإقصاء وتسلط والسبب معروف. ان الموظفة (على حد تعبير...) عندما تشتكي من ضيم وإجحاف وتجاوزات فهي لا تشتكي الا عندما ينفذ صبرها، ومن غيرتها على وطنها وعلى الصالح العام عندما يحتكره افراد، ولا تطلب الإنصاف الا في أحلك ظلمات الظلم وقانا الله واياكم منه وأملهن في الله كبير ثم في كل من يحمل بين جنبيه ضميرا حيا نزيها يخشى الله ويتقيه. ان العرض القانوني لا يعالج المرض المزمن الذي ينخر في الهيكل .. المسألة تحتاج الى الحلول الجذرية الناجعة واستئصال الأعضاء التي تعمل بالمحسوبية والواسطة والجار ذي القربى والجار الجنب. الكل يعرف النظام الكل يعرف الآليات لم يعد احد يجهل هذا ولكن علامة الاستفهام الممتدة من سنين من يحرك الآلية ويوجهها من يطبق النظام ويفصله على من يريد ومن.. ومن. ان المقاعد والمناصب و(المراكيز) في مفهوم البعض ملك شخصي(يَرُز) فيها من يشاء ويقصي عنها من يشاء وكأنها ليست وظائف حكومية يشغلها الكفؤ (هل هذا مجانب للصواب أم هو الصواب عينه) وتشريف بعض من القائدات في المدارس والعقداء في الأقسام بالطرق ذاتها، ولا ينكر احد النخوة ومساعدة القريب لقريبه واحيانا يدخل فيها المُعَصب والشُفعة. ونسأل الله عز وجل ان يرشد كل من يبحث عن الحقيقة في هذه التجاوزات والمخالفات من لجان ونحوه لما فيه الخير ويكشف لهم مواطن الخلل والفساد ويعينهم على اقتلاعها بجذورها وينصف على ايديهم كل من ظُلم، لتنظف اقسام هذه المؤسسة التربوية وتؤدي المهام المنوطة بها كما يريد ولاة الأمر حفظهم الله، وكلنا في هذا الوطن الطاهر نسعى لهدف واحد هو الرقي والنماء المستمر ومحاربة كل من يقدم مصالحه على المصلحة العامة ويعطل حركة النماء قال تعالى: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِم وكان الله سميعا عليماً) صدق الله العظيم.