قال مسؤولون أمس الخميس إن باكستان أفرجت عما لا يقل عن 16 سجينا من طالبان في خطوة صدق عليها رئيس الوزراء نواز شريف وتهدف إلى إحياء عملية السلام الهشة مع الحركة المتشددة. وكانت حركة طالبان الباكستانية قد دعت مطلع الشهر الماضي إلى وقف إطلاق النار لمدة شهر لكنها قالت هذا الأسبوع إنها لن تمدده لعدم جدية الحكومة في تلبية مطالبها. وتضمنت المطالب الإفراج عن 800 سجين تقول طالبان إنهم مواطنون أبرياء وكذلك انسحاب الجيش من أجزاء من المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان. وأكد حاكم وزيرستان الجنوبية إسلام زيب أن الحكومة أفرجت عن سجناء لم يشاركوا في قتال القوات الحكومية وذلك لتعزيز جهود المصالحة. وقال لرويترز "أفرجت الإدارة السياسية في وزيرستان الجنوبية عن 16 رجلا في الأول من أبريل". وأضاف "ليسوا من القادة الرئيسيين وإنما رجال قبائل أبرياء ألقي القبض عليهم خلال حملات البحث المختلفة في وزيرستان الجنوبية في العامين أو الثلاثة أعوام الماضية." ومضى قائلا إن كل المفرج عنهم من قبيلة محسود وهي إحدى قبائل البشتون الرئيسية التي تعيش في وزيرستان الجنوبية بشمال غرب باكستان. وقال إنه سيتم الإفراج عن 100 سجين آخرين على قائمة طالبان خلال الأيام القليلة القادمة. ولم يتسن الاتصال بمفاوضين من طالبان للتعليق. وأكد مسؤولو مخابرات نقل السجناء إلى معسكر زاري نور التابع للجيش في مدينة وانا. وقال مسؤولون أمنيون إنه تم تسليم السجناء إلى مكتب حاكم المنطقة فور وصولهم إلى وانا وإنه سلمهم بدوره إلى طالبان. وقال مصدر بمكتب رئيس الوزراء إن شريف صدق شخصيا على إطلاق سراحهم في دلالة على ما يبدو على رضوخه لضغوط حركة طالبان ومقاومته للنداءات المنطلقة من داخل الجيش باتخاذ موقف عسكري أشد في معاقل المتشددين. وتولى شريف رئاسة الوزراء العام الماضي بعد وعد بالتوصل لاتفاق سلام مع طالبان. وهو يسعى للتواصل مع المتشددين الذين يسعون للإطاحة بحكومته وتطبيق رؤية متشددة للشريعة الإسلامية. لكن المحادثات انهارت الشهر الماضي عندما قال جناح لطالبان يعمل في منطقة مهمند بشتون القبلية إنه أعدم 23 جنديا ثأرا لمقتل مقاتلين منه على أيدي قوات الأمن. ورفضت إسلام اباد إجراء محادثات أخرى إلى أن أعلنت طالبان وقف إطلاق النار في الأول من مارس.