أعلنت أمس المديرية العامة للجوازات يوم أمس عن توجيه منسوبيها في المطارات الدولية الاربعة بالرياضوجدة والظهران وبالمدينة المنورة باعتماد الزي المدني (الثوب، الشماغ، العقال) لموظفي الكاونترات بدءا من الأحد المقبل، بدلا من الزي العسكري، وقال مدير الشؤون الإعلامية والمتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات المقدم احمد بن فهد اللحيدان، إن القرار يشمل المطارات الأربعة حالياً وإن هناك دراسة لتطبيقه على بقية المطارات والمنافذ. وقد جاءت التعليقات على الخبر متباينة ما بين مؤيدين، ومعارضين يرون الثوب والشماغ ملابسا غير عملية وتعطي انطباعا بعدم الانظباط، وأن البدلة أكثر ديناميكية وأسهل للحركة وتعطي صورة حسنة للقادمين والمغادرين للمنافذ، وما بين ساخرين يرون أن هناك اهتماما بالمظاهر والشكليات مع نسيان المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الناس، وأن الاولى الاهتمام بسرعة الخدمة وحسن المعاملة للمسافرين، حيث أن تغييير الزي لن يحلها، وهناك من طالب بأن يكون هناك لباس خاص بموظفي الجوازات ليس عسكريا ولكن مناسبا لطبيعة عملهم كما هو الحال في عدد من دول العالم. بالنسبة لي فأنا مؤيد هذه الخطوة، وكتبت قبل ستة أشهر هنا مقالا بعنوان الجوزات حان وقت التغيير طالبت فيه "دراسة تحويل الجوزات إلى جهاز مدني أو على الأقل تحويل معظم العاملين فيه إلى مدنيين وبلباس مدني وبخاصة العاملين في المطارات والمنافذ والعاملين في استقبال المراجعين وإنهاء الأعمال المكتبية التي لا تحتاج إلى وجود عسكريين". الخطوة التي قامت بها الجوزات جيدة من وجهة نظري ليس لأسباب شكلية ولكن أتمنى أن تسهم في تطوير اسلوب تعامل بعض موظفي الجوزات مع القادمين للملكة من سعوديين وأجانب وبخاصة العمالة التي لا تجيد لا اللغة العربية ولا الانجليزية وتحتاج من يرشدها في المطار ويستقبلها بابتسامة من يستقبل ضيفا لا بصرامة العسكريين. ومن المؤكد أن هذه خطوة بسيطة الأهم منها هو الحد من الزحام في مقرات الجوزات، ومراجعة المهام التي تقوم بها مكاتب الجوزات في جميع مناطق المملكة، وفي آليات تقديم خدماتها، وفي أعداد العاملين فيها وحتى في الطاقة الاستيعابية لمقراتها ومواقعها، فعلى سبيل المثال موقع الجوزات في الرياض يشل الحركة في جزء مهم من وسط العاصمة، وأصبح الوصول لها والعثور على موقف يمثل معاناة كبرى للمراجعين.