أكد الدكتور نبيل عباس، ممثل اتحاد فيديك بالمملكة والخليج العربي، أن تطبيق "عقد الإنشاءات العامة" والمعروف في الوسط الهندسي ب "فيديك السعودي"، من شأنه أن يقضى نهائيا على ظاهرة "المقاول الأرخص" والتي كانت سياسة متبعة لدى معظم الوزارات في ترسية مشاريعها عند تقديم عطاءاتها، مبينا أن هذه الظاهرة، بقدر ما تعتبرها الوزارات ترشيدا للإتفاق إلاّ أنها نموذج للهدر المالي، إذ تسببت في رفع قيمة تكاليف المشاريع وأفضت إلى حصيلة من المشاريع السيئة التي بمجرد استلامها، تتطلب الحاجة إلى صيانتها، وهو الأمر الذي تسبب في صرف المزيد من الأموال لمعالجة القصور والأخطاء. وكشف عباس أن مايو المقبل للعام الجاري 2014 سيكون الموعد النهائي لاعتماد تطبيق "عقد الإنشاءات العامة" في المشاريع الحكومية، والذي اشتهر وسط المختصين "بفيديك السعودي"، باعتبار أنه استرشد في كثير من بنوده بشروط والتزامات العقد العالمي (فيدك)، حيث لفت عباس أن انعكاسات تطبيق "فيديك السعودي" ستتمثل في رفع مستوى الجودة في المشاريع الحكومية بما يحول دون تكرار حالات التعثر والتأخير، وبما يكفل صيانة المال العام من الهدر، لاسيما أن عقود فيديك تعتبر من أكثر العقود توازنا في الحقوق والواجبات بالعالم. وبين عباس أن عقود فيديك، لديها القدرة على القضاء على الظواهر المختلفة، والتي غالبا ما تتسبب في تعثر المشاريع، والتي من أبرزها ظاهرة "المقاول الأرخص" وظاهرة "مقاول الباطن" حيث تعتمد عقود فيديك على الفصل في العروض بين المالي والفني بغرض تحليل الجانب الفني ودراسته للتأكد من مطابقته للمواصفات ومن ثم النظر في العرض المالي بعد التحقق من مطابقة الجانب الفني للشروط، وفيما يتعلق بمقاولي الباطن، قال عباس إن الاستعانة بهم ليس جُرماً، حيث ان أغلب الشركات تعتريها قضايا تفصيلية تحتاج معها إلى مقاول مختص، مشيرا إلى أن عقود فيديك تلزم شركات المقاولات بأسس تعاقدية مشتركة لأعمال التشييد ذات القيمة المالية الصغيرة أو ما تعرف محليا "بعقود الباطن" وذلك بهدف وضع إطار تعاقدي مسبق تتم بمعرفة صاحب العمل، لتخطي مشكلات الإنشاء. أخيراً أكد عباس بأن تطبيق فيديك السعودي سينعكس إيجاباً على المقاولين عبر شعورهم بالطمأنينة دون الخوف من عقود إذعان، إذ تتكبد السعودية سنويا مليارات الريالات جراء المبالغ الإضافية التي يدرجها المقاولون في عطاءاتهم تحسبا لأي مخاطر تنجم عن العمل جراء عدم وجود عقد متوازن، مشيرا أن فيديك أقام خلال عامين أكثر من 20 دورة تدريبية استفاد منها 500 مهندس سعودي يمثلون مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، وقال عباس إن هذه الدورات تأتي في إطار توجه اتحاد "فيديك" لتطوير الكفاءات الفنية والمهنية للمهندسين السعوديين، وهو ما سوف ينعكس بصفة إيجابية على القطاع الهندسي بالسعودية.