بدأ أمس في مقر جامعة الدول العربية اجتماع مجلس وزراء الصحة العرب في دورته العادية الحادية والأربعين برئاسة ليبيا. ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى الاجتماع معالي نائب وزير الصحة الدكتور محمد بن حمزة خشيم. وأكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أن الاوضاع الكارثية الخطيرة في سوريا جراء اندلاع اعمال العنف منذ ثلاث سنوات تحتاج الى دعم للأوضاع الصحية والإنسانية سواء للنازحين في سوريا الذين بلغ عددهم في داخل سوريا 6 ملايين نازح، وملايين اللاجئين في دول الجوار يعانون من سوء الخدمات الصحية في الداخل السوري. معالي د.محمد بن حمزة خشيم خلال الاجتماع وطالب العربي في كلمته أمس الخميس أمام الجلسة الافتتاحية للدورة ببذل كل الجهود الصحية والإنسانية للتخفيف من معاناة ابناء الشعب السوري، وكذلك تقديم العون الصحي لأبناء الشعب الفلسطيني وفي الصومال واليمن وجزر القمر. وقال العربي إن هذه الدورة تعقد في مرحلة دقيقة من تاريخ المنطقة العربية تشهد تغيرات غير مسبوقة ومعاناة غير عادية على الصعيد الانساني والصحي جراء المشكلات العديدة التي تواجه القطاع الصحي، الامر الذي يتطلب افكاراً وأساليب جديدة لمواجهة مشكلات القطاع الصحي، منوها بجهود المجلس في انجاز المسودة النهائية للإستراتيجية العربية لمكافحة الايدز للأعوام 2014-2020، وضرورة التعاون مع برنامج الاممالمتحدة المشترك المعني بالايدز لوضع خارطة طريق لمتابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية كما اشاد بالدراسة التقييمية التي اعدها المجلس الخاصة بتحسين صحة الامهات في البلدان العربية. وأكد العربي على أهمية انشاء آلية عربية للإغاثة الانسانية في البلدان العربية وهي الآلية التي ستعرض ضمن الملف الاجتماعي المعروض على قمة الكويت المقبلة. وطالب العربي وزراء الصحة العرب بالمشاركة المكثفة في الاجتماع الاول المشترك لهم مع نظرائهم في دول امريكا الجنوبية المقرر من 2 وحتى 4 ابريل المقبل في ليما، مشددا على أهمية توفير جودة الخدمات الصحية للمواطن العربي باعتباره احد متطلبات الحياة الكريمة في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة. ومن جانبه، أكد وزير الصحة الليبي نور الدين دهمان "رئيس الدورة الحالية" اهمية التنسيق والتشاور بين وزراء الصحة العرب لتوفير الاحتياجات الصحية اللازمة للنازحين السوريين وكذلك تقديم الدعم لتحسين الاوضاع الصحية في فلسطين ودعم احتياجات وزارة الصحة. وشدد على أهمية التحضير الجيد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقررة في تونس بداية العام المقبل من خلال دراسة المقترحات المقدمة من عدد من الدول والهيئات الصحية العربية. كما دعا وزير الصحة والسكان المصري الدكتور عادل العدوي "رئيس الدورة السابقة للمجلس" الى ضرورة انشاء آلية عربية للتنسيق والتعاون فى المجال الانساني والاغاثي وإشراك منظمات المجتمع المدني كشريك هام داعم وفعال. وقال العدوي "إننا بحاجة الى ايجاد سبل جديدة لتمويل الرعاية الصحية سواء بزيادة الميزانيات المخصصة للصحة او ان تعمل كل دولة داخليا على بناء نظم صحية قادرة على ان تفعل الكثير بأقل التكاليف والإمكانات وباستخدام القوى البشرية المتاحة والتى تمثل اهم مورد لدينا. وأضاف إنه بالرغم من التحديات التى تواجهنا فى الوقت الراهن فى مصر ومع وجود اكثر من 300 ألف من السوريين في مصر، إلا أن مصر حريصة على استمرار تفعيل القرار الوزاري الصادر بشأن معاملة السوريين أسوة بالمصريين في جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة المصرية من حيث اسعار العلاج الى جانب تقديم كافة الخدمات الطبية العاجلة والطارئة، وخدمات الرعاية الاساسية فى مجال طب الاسرة وعلاج الامراض المزمنة وخدمات التطعيم بالمجان.. قائلًا: "لا يخفى ما تمثله من اعباء مالية مترتبة على ذلك مع تصاعد الازمة السورية وما نحتاجه من دعم لضمان استمرار تقديم الخدمات وتخفيف المعاناة عن السوريين". وأشاد العدوي بما قام به مجلس التعاون الخليجي فى اطار تأكيد ما جاء فى الاعلان السياسي لاجتماع الجمعية العامة الرفيع المستوى بشأن الوقاية من الامراض غير المعدية ومتابعة تنفيذ "اعلان الرياض" الخاص بالأمراض غير السارية وذلك بصدور "وثيقة الكويت " في يناير 2014 "معاً لمكافحة الامراض غير السارية ".. ذلك اعلانا لتوحيد كافة الجهود لتحقيق الهدف الاستراتيجي بعيد المدى لخفض الوفيات بسبب امراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة ومرض السكر وحماية شبابنا وأولادنا لعدم اتباعهم انماط الحياة الصحية السليمة. وتابع قائلاً: " انه التزاماً منا بما جاء في "اعلان دبي" يناير 2013 بإنقاذ حياة الامهات والأطفال بقيام كل دولة بوضع خطة للإسراع بوتيرة خفض وفيات الامهات والأطفال بنهاية عام 2015 فقد قامت مصر بتدشين خطتها التي تقوم على عمل تداخلات في المناطق الاكثر احتياجا لخفض الوفيات في الريف على ان تقوم المنظمات بتمويل هذه الخطة مع الوزارة ومجابهة التحديات التي تحول دون تقديم خدمات الرعاية الصحية الاساسية المنقذة للحياة خاصة في الريف مثل نقص القوى البشرية المتميزة والمعوقات التي تدفع بهؤلاء المهنيين بعيدا عن تلك الاماكن طلباً لفرص افضل داخل بلدانهم أو في بلدان اخرً. وأكد أهمية تطوير خدمات التمريض وتعزيز مفهوم القابلات المدربات ودعم برامج التدريب المستمر خاصة فى المجال الطوارئ والرعاية المركزة والكلي الصناعية مع تحفيز التحاقهم ببرامج الدراسات العليا المتخصصة، مشيرا إلى ضرورة ايجاد سبل جديدة لتمويل الرعاية الصحية في الدول العربية. ومن ناحيته، أكد وزير الصحة الكويتي الدكتور علي العبيدي "رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب" أن هذا الاجتماع يكتسب اهمية خاصة نظرا لانعكاسات ما يحدث بالمنطقة من اضطرابات وأحداث على حياة وصحة المواطنين بدول المنطقة خاصة معاناة الاطفال والنساء وكبار السن، فضلا عن الظروف الصعبة للنازحين من اوطانهم والتحديات المتعلقة بالخدمات الانسانية والصحية للنازحين، مشيرا الى اننا امام لحظات صعبة وتاريخية لمواجهة شلل الاطفال والأمراض التي تعاود الظهور بسبب الظروف الانسانية والطوارئ وتراجع اداء النظم الصحية والضغوط على الخدمات بالدول المضيفة للنازحين. وقال العبيدي إننا نحتاج الى قرارات تتفق مع حجم تلك التحديات، مشيرا إلى أن العلاقة الوثيقة بين الصحة والتنمية تتطلب منا وضع رؤية واضحة لدور الصحة بالخطط والبرامج الانمائية بالعالم العربي وبما يتفق مع تطلعات وآمال المواطن العربي وما يتطلع اليه نحو الحصول على الحق المشروع بالصحة والتنمية طوال مراحل العمر. وشدد العبيدي على أن المحافظة على صحة وحياة المواطن العربي تحتاج الى دمج الصحة بجميع السياسات الانمائية والعمل المشترك مع القطاعات الاخرى خارج القطاع الصحي لحماية المواطن العربي من عوامل الخطورة المرتبطة بأنماط الحياة الحديثة وفي مقدمتها التدخين وزيادة الوزن والسمنة والخمول الجسماني والتغذية غير الصحية والتي تؤدي الى الامراض المزمنة التي تعرقل تقدم مسيرة التنمية وتعرقل الوصول الى الاهداف والغايات الانمائية. وأشار العبيدي إلى أن الكويت سوف تستقبل بعد ايام القمة العربية في دورتها الخامسة والعشرين، مشددا على ان بلاده تعتبر رائدة في الاهتمام بالقضايا العربية ومن بينها المجال الصحي والإنساني كما انها شهدت زخماً من الفعاليات والمؤتمرات طوال الفترة الماضية في المجال الصحي الانساني وغيرها من المجالات. كما أشار العبيدي إلى استضافة دولة الكويت وللمرة الثانية المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا 15 يناير الماضي. وفي المجال الصحي، اعتبر العبيدي وثيقة الكويت للتصدي للأمراض غير السارية من ابرز الانجازات والتي جاءت خلال المؤتمر السادس والسبعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، وكذلك مؤتمر مكافحة التزوير والتزييف الدوائي الذي عقد في نوفمبر 2013 بالكويت.