شهدت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى اليابان في اطار جولة شملت عددا من الدول الاسيوية التي قام بها مؤخراً ورافقه وفد كبير عال المستوى ضم مسؤولين حكوميين ورجال أعمال ومنها مدينة (أوساكا اليابانية) لتعميق مستوى الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة واليابان. وشارك في الزيارة لمدينة (أوساكا) عدد من الجهات ذات العلاقة تمثلت بوفد من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين واليابانيين بالإضافة الى تواجد الهيئة العامة للاستثمار من خلال تقديمها شرح وافي للشركات اليابانية عن إجراءات الاستثمار في المملكة. وتعد مدينة أوساكا التي تقع عند مصب نهر يودو وتعتبر واحدة من أهم أكبر المدن في العالم التي يغلب عليها الطابع الاقتصادي بسبب موقعها الاستراتيجي وعدد السكان، إضافة إلى أن موانئ مدينة أوساكا التي تشتهر بازدحام حركة السفن الكبرى فيها وتعتبر مدينة صناعية كبرى، حيث يقع مركزها المالي والتجاري في مقر كانساي وتعتبر واحدة من أغنى مناطق اليابان. منصور بن سعد: اللقاء ترك انطباعاً جيداً لدى المستثمر الأجنبي وتشتهر مدينة(أوساكا) بصناعة الصلب، والآلات، والمنسوجات، والسفن، والسيارات، والمعدات الكهربائية، والإسمنت، فيما يعد مطارها "كانساي" الذي يتخذ موقعه على جزيرة من صنع الإنسان في خليج أوساكا ويعد نقطة رئيسية في الطرق الجوية من اليابان. ويعد اللقاء الأول من نوعه الذي جمع ما بين المشاركين في معرض "استثمر في السعودية" بعد مشاركتهم في مدينة طوكيو وعدد من رجال الأعمال في مجلس الغرف التجارية ومجلس الأعمال السعودي الياباني وفي الجانب الأخر مركز التعاون الياباني للشرق الأوسط وعدد من المستثمرين اليابانيين ممن يمثلون الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبرى. وأتاح اللقاء فرصة جيدة للجانب الياباني للتعرف على أهم مقومات الاقتصاد السعودي وعلى مناخ وفرص الاستثمار بالمملكة، إضافة إلى آلية الدخول الحقيقية للاستثمار في المملكة من خلال وجود أكثر من 22 جهة استثمارية سعودية طرحت فرص الاستثمار لديها خلال اللقاء الذي جمع بينهما في فندق سنرايز في مدينة أوساكا. هذا وقد عبر الأمير المهندس منصور بن سعد آل سعود مدير قسم الائتمان المكلف في صندوق التنمية الصناعي عن سعادته بكونه ممثلا عن الصندوق ضمن الجهات المشاركة لاستقطاب رجال الأعمال اليابانيين والذي نظمته الهيئة العامة للاستثمار، وأشار الى أن التجربة كانت ناجحة ومحفزة بكل المقاييس حيث ساهمت بشكل ملموس في إعطاء تصور واضح وتركت انطباع جيد لدى المستثمر الأجنبي خلال إقامة معرض "استثمر في السعودية" والذي أقيم في طوكيو، بالإضافة الى اللقاء الذي تم في أوساكا بدور مدخل تعريفي للمستثمر الياباني وهذا بالفعل ما تركته الانطباعات من اللقاء الذي أقيم في أوساكا من خلال كمية الأسئلة التي تلقيناها من المستثمرين ما يوضح حجم الثقة والرغبة لديهم بالاستثمار بالمملكة. وأوضح واترو يوشيدا مدير قطاع المبيعات في شركة كي واي سي لصناعة المكائن أن اللقاء خلق جوا تعريفيا للتعريف بمناخ الاستثمار بالمملكة والتي تعد أحد الدول المستهدفة لدينا للاستثمار فيها في مجال صناعة المكائن وقطاع الغيار، وأضاف أن اللقاء الذي شمل حضور كافة القطاعات بالمملكة خلق لدينا تصور عام وعزز من ثقتنا في أهمية استهداف المملكة والاستثمار فيها خلال المرحلة القادمة في ظل ما تشهده من قوة واستقرار اقتصادي. وذكر المهندس عبدالعزيز الشنقيطي مدير الاستثمار بالهيئة الملكية أن لقاء أوساكا أتاح فرصة جيدة لفتح قنوات الاتصال بشكل مباشر مع الشركات والقطاعات الاستثمارية مع كيانات اقتصادية ضخمة من الشركات في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة وقطع الغيار للمكائن والأجهزة التي تدخل في العديد من الصناعات البتروكيماوية وإنتاج الكهرباء والمياه، وأضاف أن اللقاء كان فرصة حقيقية للإجابة على أسئلة المستثمرين واستفساراتهم، حيث كان من بين الحضور إحدى الشركات اليابانية المستهدفة من قبلنا في مجال الأجهزة الإلكترونية الدقيقة والتحكم وتمتلك فرعا في ألمانيا في هذا المجال ولديهم رغبة حقيقية للاستثمار في المملكة في القطاعات الهامة والمختلفة والتي سيكون لها انعكاسات ايجابية على مناخ الاستثمار في المستقبل. بدوره قال كاتوه والذي يعمل في مجال ترويج الاستثمار للشركات اليابانية والشركات في الخارج إن المملكة تزخر بكثير من المقومات والمحفزات لجذب الشركات اليابانية في مجال العلوم والتكنولوجيا، مضيفاً بأن مستقبل الشراكات الاستثمارية بين السعودية واليابان ترسخت واصبحت واضحة بشكل جلي ما سيحقق التطلعات ويصنع شراكة ذات قيمة وتعود بالنفع على المملكة واليابان. يذكر أن لقاء ممثلي الشركات السعودية واليابانية، حظي بتواجد عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة اليابانية في اللقاء الذي استضافته غرفة أوساكا يوفر ظروفا مواتية لإقامة شراكات وعلاقات استثمارية جديدة بين الشركات السعودية واليابانية لفتح افاق جديدة امام المستثمر السعودي من خلال تسهيل التواصل مع المستثمرين اليابانيين بما يعود ايجابياً على استثمارات القطاع الخاص في المملكة سواء محليا أو مشتركا أو أجنبيا، بالإضافة الى قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة الذي يمثل نسبة لا يستهان بها من حجم الاقتصاد، وتتركز فيها منشآت رواد الاعمال، والذي يبرز فيه أيضاً جيل واعد من شباب وشابات الاعمال السعوديين، المؤهلين لقيادة قطاع الاعمال في المملكة للمرحلة المقبلة للخوض في مجالات استثمارية أوسع وأرحب تعزز من تنوع القاعدة الانتاجية للاقتصاد والسعودي ومواكبة المتغيرات التي تشهدها الاقتصادات العالمية بما فيها اقتصاد المملكة. تجدر الإشارة الى أن الهيئة العامة للاستثمار أبدت من خلال ممثليها الذين حضروا اللقاء استعدادها الكامل لتقديم اية تسهيلات فيما يتعلق بالتراخيص وإجراءات لتسجيل الشركات بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.