الفرضية تقول إن راتب "المعلم والمعلمة" يجب أن تكون مقنعة وكافية ومرضية للمعلم والمعلمة، ولست هنا بصدد الحديث عن كم يستحق أو لا يستحق، وكم العلاوة السنوية، وكم ريال وهللة يدخل حسابه كل شهر، هذا ليس موضوعي اليوم، بل الموضوع لماذا تركنا التعليم وأصبح الحديث عن "المستحقات والرواتب والمراتب والترقيات والعلاوات"؟ ونسينا التعليم نفسه؟ والهدف الأسمى له؟ لماذا أشغلت وزارة التربية والتعليم أكثر من نصف مليون معلم ومعلمة باللهاث والركض والبحث كل هؤلاء حول رواتبهم ومميزاتهم؟ لماذا لا تحسم الأمور المالية والوظيفية من البداية؟ ويصبح كل شيء واضحاً كحقوق وواجبات؟ لماذا أهملنا التعليم وهو الأهم وانشغل المعلم والمعلمة بحقوقه المالية والوظيفة ونسي أو انشغل بكل ذلك ونسي الهدف الأساسي وهو "التعليم"، ماذا عن كفاءة المعلم؟ عن جودته، وإخلاصه وأدائه، وماذا يقدم من رسالة تعليمية ننشدها منه، ويركز بعمله وينجز أفضل إنجاز. لماذا أصبح الانشغال بالمال والمراتب هو الشغل الشاغل للمعلمين والمعلمات وموظفي وزارة التربية؟؟ أضع المسؤولية في معظمها على الوزارة، لأنها لم "تحسم" وتنهي هذه المسألة وهو المميزات المالية والوظيفية، ولكي يمارس كل عمله ويركز به، لماذا أهمل التعليم لدرجة وصلنا مرحلة معها أننا لا نثق "بكفاءة المعلم" و"جودة المعلم" و"قدرات المعلم" لكي يُخرّج لنا جيلاً "يقرأ ويكتب ويحسب". لا أخفي دوما أننا نعاني من التعليم من سوئه وضعفه لدينا في معظمه، وهي منظومة متكاملة من بيئة مدرسية ومعلم ومعلمة ومنهج وأساليب تعليم، ما المطلوب من طالب ابتدائي يدرس 6 سنوات؟ أتمنى فقط أن يخرج من الابتدائي وهو يجيد بكفاءه وقدرة "للكتابة الصحيحة، والقراءة الصحيحة، والحساب الصحيح" هذا ما نريد خلال المرحلة الابتدائية، ومن يختبر طلاب هذه المرحلة بأخذ عينة عشوائية سيرى ما يندى له الجبين لماذا؟ لأن المعلم والمعلمة ليسا بكفاءه عالية وكافية، والمنهج قد يكون جيداً ولكن التوصيل ضعيف، وأضع اللوم غالبا على من "يعلم" فهو من يقدم العلم ويختبر ويسأل ويرى أمامه فماذا يقدم هذا المعلم؟ هل سيقول لم يعطوني حقوقي المالية كأول الأعذار؟ نعم هو حقه، ولكن لا يعني أن تعلم "بجهل وخطأ وسوء" وهذا ما يحدث، فهل المعلم والمعلمة وصلا لمرحلة إن لم آخذ حقوقي "أدمر" التعليم بسوء التعليم؟ أشك أن نصل لهذه المرحلة الخطيرة، أن "يقصد" المعلم والمعلمة سوء التعليم وعدم الاخلاص لمجرد أن يشعر "بالغبن" المالي وفق رأيه. سأضع حسن النية وأنه مخلص ويريد العمل والانجاز والتعليم بإخلاص وتقديمة وفق قدراته. ولكن ماذا عن قدرات المعلم؟ّ! لنركز على التعليم "كعلم عالي الكفاءة والجودة" يقدم للطلاب والطلبة، وهذا هو تحدي الوزارة بتوفير كل سبل الوصول له وأولها "المعلم والمعلمة" هل هو المناسب في المكان المناسب؟ ومقتنع بحقوقة؟