سامي الجابر.. هو كالهلال "مالئ الدنيا وشاغل الناس"..!! يتحدثون عنه أكثر من ركضهم لكسب قوت أطفالهم.. يراقبون حتى نبرة صوته.. ملابسه يعرفون عنها أكثر منه.. بل ويناقشون حتى نوعية الحذاء الذي ينتعله..!! منذ أن ولد الذئب وهو تحت النظر لأنهم يعرفون أن "الذيب ما يهرول عبث" ولأنه ذيب فقد أدركوا مبكراً أن كثيرا من الحكايات الممهورة بالخداع لن تستمر طويلاً باستمرار هرولته..!! منذ متى والذئاب تخشى أحدا؟! هنا الحقيقة التي لا يريدون فهمها لهذا كثر العويل حينما عاد الذئب لهم في عز يقظتهم بكل شجاعة ووقف نداً لهم بالمواجهة وليس بالخفاء حتى إنه سرق كثيرا من ضحكاتهم وهم في عز أفراحهم..!! ما تقدم ليس مقدمة للثناء على سامي و"الفزعة" له مما يتعرض له هذا الموسم من هجوم ظالم ولكنها حقيقة لابد أن تقال قبل أن نكمل..!! سامي في موسمه التدريبي الأول كان ينازل على كل الجبهات.. يقاتل ليجعل فريقه جميلاً.. يواجه إعلاما متسلطا و"انتقائيا".. يتعرض لظلم ذوي القربى.. يعاني جمود لاعبيه.. وفي النهاية.. أصبح كل من يفهم ومن لا يفهم في كرة القدم يقيم تجربته وينتقد خططه..؟!! أجمل ما مر بسامي هذا الموسم هو قتال اللاهلاليين لأجل فشله وهو اعتراف فائق الجمال منهم لعظمة رجل أقلقهم لاعباً وإدارياً وعاد ليقلقهم تدريبياً..!! أما على مستوى الهلاليين فيخطئ من يدافع عن أخطاء سامي ويخطئ من يلغي ما قدمه ويتسرع ممن يقيم تجربته بسبب نتائج كان لأطراف لا يملكها سامي يد فيها وكل تكلم عنها.. شخصياً لم أكن متحمساً لتوليه تدريب الفريق ليس لعدم الثقة في إمكاناته وقد كتبت آخر الموسم الماضي أنني مع بقاء زلاتكو وفيما لو تم التعاقد مع سامي فأسأل الله له التوفيق ولكني كنت أعلم أن تدريب سامي للهلال سيخلق جوا كبيرا من التوتر الهلالي وغيره.. ففي حال تعثره تحت أي "سبب" سينقسم الهلاليون بشكل غير مسبوق جزء للدفاع وآخر للهجوم.. الجزء الأول حفاظاً على تاريخه كلاعب وإداري والآخر لأجل الهلال أو كرها في سامي نفسه، وهنا تكمن المشكلة.. وهذا ما حدث ويحدث الآن..!! سامي مشروع مدرب استثنائي لكنه وقع ضحية لتصفية حسابات تدخلت في عمله الفني لكونه في الهلال وساهم "عناد" سامي في بعض الأحيان في تسهيل مهمة منتقديه سواء العناد الفني أو الإداري. الهلال يعاني نفسياً منذ سنوات.. تراكم الخيبات فاق التصور.. لدرجة أن الهلال منذ رحيل غيريتس وهو لا يستقر على مدرب ويعيش منذ ثلاثة أعوام تدهورا فنيا ملحوظا أدى إلى فقدان البطولات المهمة كالدوري وآسيا وكأس الملك.. هناك خطأ واضح في توجيه الفريق بالشكل السليم.. هناك اجتهاد ولكن ليس كل مجتهد بمصيب..!! التراكمات السابقة ساهمت بشكل كبير فيما يحدث للهلال هذا الموسم ولو كان المدرب مورينيو لحدثت نفس المشكلة.. لأن الإخفاق موجود أصلاً وعملية الإنقاذ تحتاج لوقت طويل. لذا وبناء على الواقع ولكون الموسم يمر بمنعطفه الأخير أتمنى أن يغير سامي في بعض القناعات ويكون أكثر جرأة في قراراته تجاه اللاعبين كما فعل مع سلطان الدعيع، وأن يقدم للهلال جيلا يتمنى أن يجد الفرصة كالعمار والكعبي والبقعاوي وغيرهم من الفريق الأولمبي والشباب، كما أتمنى أن يترك سامي بحاله من قبل الهلاليين المحتقنين على الأقل في الفترة المقبلة، وفي نهاية الموسم لكل حادث حديث.. هناك نقد بناء وهناك نقد هدام والهلال يحتاج الحكمة في مثل هذا التوقيت بعيداً عن العاطفة؛ لأن ما يحدث هذا الموسم ليس نهاية العالم وسامي ليس نيرون الذي أحرق روما..!! كلمة أخيرة.. في الهلال ليس كل ما يعلم يقال لأجل الهلال فقط..!!