حذرت المدير التنفيذي للجمعية السعودية للمحافظة على التراث من اندثار التراث السعودي نتيجة التغيير والانفتاح الذي احدثته الطفرة الاقتصادية والانفتاح المعلوماتي والتقني للمجتمع في العقدين الماضيين التي قد تغيّب التراث غير المادي كالعادات والتقاليد والفنون الأدائية، مؤكدةً أنها أحدثت فجوة مع الجيل الجديد الذي أصبح لايعرف تراثه ولهجته وعاداته وتقاليده، ومشددةً في الوقت ذاته على أهمية المحافظة على ثقافتنا من التغريب والميعان في عصر العولمة بما لايتعارض مع التطور الحديث دون تغيير في الهوية والثقافة السعودية. نسعى للحفاظ على ثقافتنا من التغريب والميعان بما لا يتعارض مع التطوير وكشفت الدكتورة مها السنان في حديث خاص ل"الرياض" ان 70% من المشاركين في استطلاع الجمعية حول مسؤولية حفظ التراث يرون ان القطاعين العام والخاص والافراد مقصرون في الحفاظ عليه ولم يقوموا بواجبهم تجاه التراث على اكمل وجه، مشيرة الى ان الجمعية تعمل على حث الجميع بالمسؤولية للمحافظة عليه والتوعية للاجيال القادمة لضمان استمراريته. الجنادرية وثقت تراث قرنين وحضارتنا بدأت من 7 آلاف سنة وبينت ان الجمعية تسعى لتغيير المفهوم المجتمعي حول التراث والذي يعتقد الأغلبية انه المتوفر داخل المتاحف التراثية فقط وتوضيح الصورة الصحيحية للتراث المتمثل في هوية وشخصية الفرد وعاداته وتقاليدة. زيارة أمير الرياض ونائبه لدعم أنشطة الجمعية وأشارت الى أن مهرجان الجنادرية لم يتناول إلا جزءاً بسيطاً من التراث القريب الذي لايتجاوز عمره قرنين من الزمان بينما الحضارات بدأت في الجزيرة العربية من 7000 سنة مطالبة ان لا تغفل هذه الحضارات القديمة. وعن دور الجمعية في توعية النشء بأهمية التراث أوضحت الدكتورة السنان ان الجمعية وقعت اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم لتفعيل البرامج غير المتعلقة بالمناهج من خلال الانشطة اللاصفية والتي تحقق نتائج ايجابية سريعة ايمانا من الجمعية بان الطفل السعودي اليوم لايعتمد على المنهج لمعرفة ثقافته وتراثة انما يعتمد على البرامج والوسائل الحديثة وبرامج التواصل الاجتماعي والتطبيقات المستخدمة في الاجهزة الذكية. من الأنشطة التراثية وبينت ان الجمعية تهتم بكافة أنواع التراث المادي الذي يشمل المواقع الأثرية ومجمعات المباني والآثار بما في ذلك الأعمال المعمارية وأعمال النحت والتصوير على المباني والنقوش وغيرها من المعالم الأثرية التي لها قيمة استثنائية من وجهة النظر التاريخية أو الجمالية إضافة الى أهتمامها بالتراث غير المادي كالممارسات والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية والتي تعتبر جزءاً من التراث الثقافي المتوارث جيلا بعد جيل. موضحة ان الجمعية تسعى لأن تكون حلقة وصل بين المهتمين من الأفراد والجهات من القطاعات المختلفة من خلال تبادل الخبرات والتنسيق بين المشاريع والبرامج لتحقيق تكامل حقيقي في الجهود المبذولة في مجالات خدمة التراث. الجمعية تواجه اندثار التراث بتوعية النشء وبينت ان الجمعية تدعم الهيئات والمؤسسات والمراكز العلمية والبحثية المعنية بالتراث في المملكة وتشجيع المواطنين والتعاون معهم من أجل المحافظة على التراث ليبقي رصيداً لتاريخ المملكة ومورداً للعلم ورافداً للسياحة الثقافية ودعم المشاريع الفردية والجماعية للحرف اليدوية وتشجيعها والعمل مع الجهات المعنية من أجل المحافظة عليها وتطويرها للمساهمة في تكوين منتج اقتصادي بجودة عالية. وأكدت ان الجمعية تعمل مع الجهات المعنية من أجل تطوير المتاحف الخاصة والمجموعات التراثية والفنية لدى الأفراد والمحافظة عليها والمساهمة في إثراء المعرفة والرفع من الوعي لدى المواطنين بتراث المملكة وأهمية المحافظة عليه وتطويره، وكذلك التنسيق مع الجهات المعنية في تبني مشاريع ترميم وتأهيل المعالم المعمارية التراثية والتاريخية والمحافظة عليها. شعار الجمعية مبادرات الجمعية وحول نشاط الجمعية في دورتها الاولى والتي تستعد لعقد انتخاب الدورة الثانية مساء اليوم الثلاثاء برئاسة سمو رئيس مجلس إدارة الجمعية الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز اوضحت الدكتورة مها السنان ان الجمعية اطلقت أربع مبادرات رئيسية ترتكز على نهج الجمعية في التوعية بالتراث الوطني وتشمل الناشئة والشباب وتهتم بحالة التراث وأساليب الإثراء المعرفي من خلال النشر الإلكتروني والفنون الأدائية تمثلت في تقرير توثيقي سنوي يرصد حالة التراث في المملكة العربية السعودية عبر عمل تكاملي مع الجهات المعنية وذات الاختصاص، بهدف توثيق أحد مجالات التراث المهددة بالاندثار أو الانقراض مثل المباني والمواقع التراثية وجوانب التراث الحسية، اضافة الى اطلاق برامج توعوية للتعريف بالتراث الوطني بأسلوب جاذب من خلال أنشطة موسمية موجهة لفئة الشباب من خلال قنوات الإعلام التقليدي والحديث، ولفئة الناشئة من خلال مدارس التعليم العام بمختلف المراحل، بالتعاون مع الجهات المعنية وذات الاختصاص بهدف نشر التوعية بين أوساط الشباب والناشئة بالفئة العمرية من (8 - 35) سنة. فيما بينت ان المبادرة الثالثة تمثلت في برامج للنشر في كافة مجالات التراث للكبار والأطفال عبر وسائل النشر المختلفة كالمطبوعات المتخصصة الدورية والإلكترونية، اضافة الى مبادرة ترميم وتأهيل واستثمار لموقع أثري في جدة القديمة – بيت الصيرفي- وتحويله لمتحف للفنون الأدائية بالتعاون مع أمانة مدينة جدة ومستثمرين مهتمين في المجال، على أن يتم تخصيص إحدى قاعات المتحف كقاعة تفاعلية ذات محتوى إلكتروني لأرشفة الفلكلورالسعودي، لتكون مرجعاً للباحثين والمهتمين بهذا الجانب من التراث غير المادي بجميع أنواعه. ولم تخف السنان المبادرات التي في طور الاعداد كمشروع بيوت التراث الذي يهدف إلى إنشاء فروع للجمعية في مناطق المملكة تساند فرع الجمعية الرئيسي في تحقيق أهدافها والمساهمة بنشر التراث لأكبر شريحة من المجتمع السعودي اضافة الى تطوير العديد من المواقع التراثية كالمتحف الطيني والمراكز الأثرية بمناطق المملكة.