في الدول المتقدمة شمل النظام كبير الامور وصغيرها، في نظرتهم للامور أن جميعها تستحق العناية والاهتمام، ولا بد من تنظيم لها، وما هذا الا امر شاهد على اهمية التفاصيل الدقيقة في كل الامور والمناحي، هذه التفاصيل التي في ثقافتنا لا نعيرها اهتماماً ودائماً ماكنا ندفع الثمن غالياً في نهاية الامر . من ضمن هذه الامور التي يطالها النظام في الدول المتقدمة تمييز سيارات الاجرة (التاكسي) بلون موحد وتجهيزها بتجهيزات خاصة لتتماشى مع كافة افراد المجتمع واحتياجاتهم. فيؤخذ بعين الاعتبار في تجهيزها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة كالمقعدين مثلاً، ليتم تزويد السيارة بمدرج يمكنهم من صعودها دون ادنى مشقة . وفي المقابل لدينا سيارات اجرة تفتقر للتنظيم من ناحية التجهيزات الفنية وكذلك بالضوابط الاخرى كالتسعيرة مثلاً، فتجد انها تكون خاضعة بالعادة إلى مزاج سائق سيارة الاجرة. وخاضعة ايضاً لقدرة المستهلك على التفاوض. وبالتالي فنحن بحاجة إلى إعادة هيكلة وتنظيم في هذا الجانب، لتصبح السيارات مجهزة من النواحي الفنية، وكذلك ضبط التسعيرة بلائحة معينة. ولكن في بادئ الامر لا اظن ان الموضوع سهل لتطبيقه، ولن يكن بمقدرونا تحويل سيارات الاجرة لدينا بهذه الحالة إلى سيارات الاجرة التي نراها في دول اخرى متقدمة بأسرع وقت ممكن. ولكن لماذا لا نضع نقطة على السطر على الاقل، ونبادر بتغيير لونها وتمييزه عن سائر السيارات، فمعظم سيارات الاجرة بشكلها الحالي لا يمكن التفرقة بينها وبين السيارات الاخرى الخاصة. فماذا لو؟ كانت سيارات الاجرة لدينا مميزة بلون خاص كالاخضر مثلاً كلون يرمز لوطنيتنا او اي لون آخر، فالأهمية تكمن في تجسيد صورة من صور النظام امام ناظري المجتمع في الشارع السعودي.