اختتمت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، برنامجها التدريبي في القيادة المدرسية وأطرها المهنية والتطويرية عبر شراكة تكاملية فاعلة بين إدارة التدريب والابتعاث التربوي ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام حيث استهدف البرنامج 25 مديراً للمرحلة الابتدائية بمختلف قطاعات مكاتب التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية. وأكد المدير العام للتربية والتعليم الدكتور عبدالرحمن المديرس في حفل ختام البرنامج بأننا قادرون على التغيير الإيجابي الذي يسهم في بناء حقيقي لجيل يدرك بأن عليه مسؤولية كبيرة تجاه وطنه ومجتمعه. وتداول المديرس في حوار شفاف وصريح مع مديري المدراس بعضا من النظريات التربوية وربطها بالواقع خاصة فيما يتعلق بالطالب ومحور الأسرة والمجتمع المحلي قائلا في ثنايا هذا الحوار أن المتعلمين اليوم لا يتعلمون في المدرسة فحسب بل تجاوز ذلك إلى التعلم في المنزل والمؤسسات المجتمعية الأخرى خارج محيط المدرسة مما يقتضي هذا الأمر الإدراك ممن يدير دفة العمل التربوي داخل المدرسة بأن عليه دور كبير من خلال المدرسة في تعليمهم بمختلف فئاتهم العمرية لكي يكونوا مواطنين فعالين ومسؤولين , وأن تعمل المدرسة على تنمية شعورهم بالمسؤولية وتشكيل دورهم في المجتمع وجعلهم فخورين بدينهم ووطنهم وقيمهم وعاداتهم ومقدرين لثقافتهم وإرثهم التاريخي. وأضاف أن على المدرسة اليوم مساعدة الطلاب والطالبات في فهم المسؤوليات المترتبة على كونهم جزءا من الأسرة والمجتمع المحلي إذ تمكنهم من تنمية هذه القيم من خلال تجسيدها في العمل مع المجتمع المحلي. وأبان المديرس، أن أداء هذا الدور يتطلب من المدارس التواصل الفعال مع جميع الشركاء خاصة المتعلمين وأولياء الأمور، بغرض إقامة سلسلة من النقاشات الدورية للتأكد من أنهم يتابعون تطور أبنائهم ويدعمون أوجه نموهم المختلفة كي تكون مركز إشعاع في المجتمع المحلي، وتسخر مصادرها للجميع وفق آليات مناسبة، لتصبح مركز تعلم للمجتمع المحلي. ولنجاح مفهوم القيادة المدرسية قال الدكتور المديرس «يجب أن يكون هناك رؤية للبناء توجه أداء المعلمين والمعلمات والعاملين جميعهم وتنظم جهودهم وتبث الحماس فيهم وتشجع التزامهم وتوجه الطاقات وترشد استخدام الموارد المتاحة، كذلك من السمات والمهارات الواجب إتباعها بناء الدافعية لدى العاملين وشحذ الهمم داخل المدرسة للتغلب على العقبات والصعوبات فبدون الدافعية قد يفقد أفراد المدرسة العمل بصورة جدية نحو تحقيق رؤية المدرسة» وقال إن الدافعية مفتاح إطلاق الطاقات وشحذ الهمم داخل المدرسة. وأرشد إلى أن القيادة المدرسية كمفهوم اليوم هي عملية منظمة تسعى لتحويل المدرسة من المفهوم التقليدي إلى مفهوم مجتمع المدرسة المتعلمة من خلال رؤية ورسالة وقيم وأهداف واضحة ومشتركة ومعلنة لتوطين ركائز هذا المجتمع باستخدام الأدوات والإمكانات المتاحة، وأشار إلى أنها تعمل وفق استراتيجية تنمية قدرات المعلمين للعمل كمجتمعات تعليمية مهنية ما يقود المدرسة لتحقيق مفهوم المدرسة الفاعلة.