في البحث العلمي سُلط الضوء على مجالات عدة، وفي المقابل أستحدثت طفرات جديدة قل التطرق لها، لاسيما أن خطورة هذه الطفرات (الجرثومة) جعلها أكثر أهمية من غيرها وأخذت في الآونة الأخيرة التغلب على جميع قدرت الأطباء العاملين بالمجال الصحي، فهو خطر يلوح بنا الى مالا نهاية باختصار بعيدا عن الاسم العلمي لها: هي الجراثيم العملاقة كما تسمى، فهي ميكروبات تقاوم الأدوية فتكون في بداية الامر عبارة عن عدوى عادية وبسيطة تتم اثناء إجراء عملية أو ما شابه، فتتحول الى عدوى يعاني منها الأطباء ويقف العلاج عاجزًا عن تثبيطها. دعونا نتطرق الى المسبب الرئيسي لهذا الميكروب فالمبالغة في استخدام المضادات الحيوية وكثرتها غير المجدية وصرفها بشكل عشوائي تجعلها كالمصل وتضعف وظيفتها الاساسية. وبشكل أساسي فهو توقف المضادات الحيوية عن العمل لان المضادات الحيوية صممت لقتل أو منع البكتيريا لكن علمياً ليس كل البكتيريا ستصاب بهذا المضاد فتنشأ عندهم مقاومة طبيعية عن طريق الطفرات المفاجئة وبهذه الطريقة تتكاثر وتصبح أكثر قوى ومقاومة. وأوضح البحث الذي اجرته جامعة كارديف البريطانية ان البكتيريا الجديدة المقاومة للعقاقير والمسماة نيودلهي ميتالو بيتا لاكتاماسي "ان دي أم-1" منتشرة في بيئة المدينة. واشارت الدراسة التى نشرت في مجلة (لانست) للأمراض المعدية الى ان هذه الدراسة توضح ضرورة وضع مراقبة دولية عملية لمقاومة هذه البكتيريا واضافة ان مقاومة هذا النوع من البكتيريا قد تصبح ذات مضامين صحية خطيرة لان الكثير من الأدوية الحديثة تعتمد على القدرة على معالجة العدوى. فالقلق يكمن بأن سنصل لمرحلة عدم قدرتنا على معالجة الالتهابات البسيطة التي كنا نتحكم بها مسبقاً لذلك والذي زاد الامر تعقيداً أنها تنتقل بشكل بسيط جداً عن طريق الاتصال المباشر. وكمثال حي (الدرن) بلغت السعودية أكبر نسبة من حالات الاصابة: 32.1% الذكور السعوديين 30.7% الذكور غير السعوديين 17.7% الإناث السعوديات 9.6% الإناث غير السعوديات. إذاً هي ظاهرة تستحق الوقوف والتمعن بخباياها، حبذا أن تزداد يوماً بعد يوم فحين تتسلط الجراثيم العملاقة وتقف صفاً واحداً مع الدرن تتشعب الأمور وتتفاقم من حيث مدة حضانة الميكروب، وفترة دخول المريض المستشفى تتضاعف، فوجود هذه الجرثومة يعطل جميع وظائف المريض والمستشفى فتتفاقم الأمور لتصل الى طريق مسدود، لذلك الوقاية خير علاج، يجب الوقوف كالجدار الواحد يعمل على صد جميع هذه الفجوات بتركيز على البحوث ودعم هذه المراكز ماليا. قد تكلف كثيرا لكن من منظوري الشخصي سيتم تلافي ماهو أكبر مستقبلا من ناحية مادية وإنسانية، ومن ناحية شخصية يجب التوعية باستمرارية كل مريض على المضادات الحيوية حتى إذا تماثل للشفاء لكي يقتل هذه الطفرات ونتغلب عليها بشكل نهائي.