وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بزيادة الاعتمادية على المياه المحلاة من البحر حفاظا على الأمن المائي. حيث تبلغ نسبة مشاركة المياه المحلاة 55% من كمية المياه المستخدمة في الشرب والاستخدامات المنزلية وستزيد هذه النسبة خلال الخمس سنوات القادمة إلى 63%، هذا ما أكده الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم أمس في جدة بمناسبة محطة جدّة المرحلة الثالثة وإغلاق مدخنتين من مداخن محطات التحلية بعد خمسة وثلاثين عام من العطاء وذلك لانتهاء عمرها الافتراضي. مشيرا إلى أن المخزون المائي للمملكة يتعرض للاستنزاف الكبير ولهذا جاء هذا التوجيه الكريم وهو ما يعني زيادة في عدد محطات التحلية. مضيفا: الميزانية الجديدة احتوت على أنشاء العديد من المشاريع المتعلقة بتأمين الماء عبر محطات تحلية مياه البحار بالإضافة إلى الاستفادة من مياه السدود وباكورة الإنتاج من مياه السيول ستكون عبر الاستفادة من 100 الف متر مكعب من سد وادي حلي ستضاف لكمية المياه المنتجة من محطات الشعيبة. وكشف آل ابراهيم عن أن محطة رابغ الجديدة سوف تمد جدة ومكة والطائف بالياه المحلاة وهي مصدر جديد لهذه المدن، وخلال الثلاثة الاشهر القادمة سيبدأ الانتاج من محطة رأس الخير التي يتجاوز انتاجها المليون متر مكعب يوميا، وبصدد إنشاء محطة جديدة بنظام التناضح العكسي المرحلة الرابعة في جدة خلال الربع الأول من عام 2015م وتبلغ إنتاجها (400) ألف مكعب من المياه المحلاة. وعرج محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على محطة جدّة المرحلة الثالثة التي تم اغلاقها بأنها انتجت اكثر من مليار متر معكب وهو ما يوازي انتاج نهر النيل خلال اسبوع كمال، وأن هذه الكمية التي انتجت خلال الخمس وثلاثين عاما الماضية لم يحدث معها أي حادثة تذكر ما يؤكد على جودة تشغيلها وهي المحطة الاولى التي شغلت بأيدي ابناء المؤسسة السعوديين حيث كان في السابق تشغل المحطات عبر شركات اجنبية. يجدر أن محطة جده المرحلة الثالثة التي ستخرج عن الخدمة في أواخر شهر صفر الحالي 1435ه، وقد بدأ العمل بها في الثامن من الربيع الثاني لعام 1399ه وكان إنتاجها حسب الطاقة التصميمية (256 ميجا وات) ومن المياه المحلاة (88 ألف متر مكعب يومياً). وأكد آل ابراهيم أن إغلاق المحطة وخروجها النهائي من منظومة عمل المؤسسة وإحلال محطة جدة للتناضح العكسي بديله عنها في الانتاج مشيراً إلى أن إغلاق المحطة لن يؤثر على الكمية المنتجة من المياه المحلاة. مؤكدا محطة جدة للتناضح العكسي تنتج أضعاف ما كانت تنتجه محطة جده للمرحلة الثالثة, حيث تقدر كمية المياه المنتجة حالياً ب (220 ألف متر مكعب) على أن تستكمل طاقتها الانتاجيه خلال شهرين لضمان استمرار إنتاج المياه المحلاة دون انقطاع. وشدد محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن المؤسسة تضع معايير صارمة للمحافظة على البيئة في محطاتها مطبقةً قواعد وأنظمة البيئة، وفق الضوابط المعمول بها عالمياً في هذا المجال، وهي ضمن الأهداف الاستراتيجية لها، لافتاً إلى حرص المؤسسة على تفعيل استراتيجية الاستدامة البيئية وهي أحد غايات المؤسسة، وقال: إن المؤسسة لديها برامج لمراقبة الغازات المنبعثة من المحطات عن طريق أجهزة مراقبة جودة الاحتراق للتأكد من وجود الأكسجين الكافي لذلك، وبذلك تتلاشى إنبعاثات الغازات من محطاتها، ومبيناً أن محافظ المؤسسة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم شدد في مناسبات سابقه أن المؤسسة أول مستشعر بأهمية المحافظة على البيئة لاعتبارات عديدة.