خسر عميل للمخابرات الهندية الخارجية - المعروفة ب جناح البحث والتحليل أو راوRAW باستخدام الأحرف الأولى من اسمها - معركتَه مع القضاء الباكستاني حين قررت محكمة باكستان العليا تصديق حكم الإعدام الصادر في حق العميل سارابجيت سينغ الذي تقول السلطات الباكستانية انه كان يعيش في باكستان باسم مستعار هو مانجيت سينغ وأنه مسؤول عن خمس تفجيرات في أنحاء باكستان سنة 1990. وحين وصل النبأ الى الهند أثير فورا في البرلمان خلال اليومين الماضيين وطالب أعضاء المعارضة الحكومةَ الهندية بالتدخل لدى باكستان لإنقاذ حياة (سارابجيت سينغ) . ودخل عنصر الدراما في الأمر حين هددت أسرة المتهم في الهند بأنها سوف تقدم على الانتحار الجماعي لو لم يتم إنقاذه. وهنا تحركت الحكومة الهندية ووعد وزير الخارجية في البرلمان بأن الحكومة ستبذل كل ما في وسعها لإنقاذ حياة هذا الشخص الذي تقول الهند وأسرته انه ضحية لالتباس في الإسم وأنه ليس عميلا للمخابرات. وقد هددت زوجة المتهم وبنتاه واثنان من أقاربه بالانتحار في حالة إعدامه. وتقول الأسرة ان سارابجيت سينغ ضل طريقه على الحدود في ولاية البنجاب الهندية فدخل باكستان خطأ في أغسطس سنة 1990. وكانت باكستان قد قبضت عليه في السنة نفسها في لاهور واتهمته بالتفجيرات حيث أدانته محكمة خاصة وحكمت عليه بالإعدام في أكتوبر من نفس السنة وهو يقضي أيامه منذئذ في سجن كوت لاخبات بلاهور . ولم تسمح باكستان حتى الآن لمسئولي السفارة الهندية في إسلام آباد بمقابلة المتهم. وهناك أكثر مائة هندي مدانين بمختلف التهم في السجون الباكستانية ولا تسمح السلطات الباكستانية للمسؤولين الهنود بمقابلتهم. أما عدد المساجين الهنود في السجون الباكستانية فيزيد عن الأربعمائة. ومن المعلوم أن مخابرات كل من الهند وباكستان تنشط في البلد الآخر في التخريب والتفجير والاغتيال وتأييد العناصر المعارضة للحكومة وخصوصا للقوى الانفصالية ويتم القبض بين الحين والآخر على عملاء كل بلد في البلد الآخر ويتم إيداعهم في السجون هنا وهناك. وقال مسؤول بولاية البنجاب الهندية - التي طلبت من الحكومة المركزية التدخل لدى باكستان في الأمر - أن القضية شائكة فلو قبلت باكستان بطلبنا فهي ستطلب المعاملة بالمثل لعملائها المحتجزين هنا. وأشارت مصادر هندية أنه لو جرى إعدام سارابجيت سينغ في باكستان فستقوم الهند هي الأخرى بالمثل أي ستقوم بإعدام سجين باكستاني مدان في الهند. وقالت هذه المصادر ان دبلوماسية الأبواب الخلفية هي الطريق الوحيد لإنقاذ حياة سارابجيت سينغ حيث أن الهند لن تقبل مطلقا الاعتراف بأنه جاسوس لها.