لطالما كانت بورش متشددة في تصريحاتها بشأن سياراتها، مؤكدة أن كل منتجاتها صممت للأداء المميز سواء على الطرق المعبدة أو الوعرة، بعبارة أخرى، سيارات بورش ما هي إلا سيارات رياضية. إلا أن الواقع أكثر تعقيدا من هذا، فسيارات بورش النقية ذات المقعدين فقط لا تزال موجودة. والحقيقة هي أن بورش توقفت منذ سنوات عن إنتاج سيارات مخصصة لأغراض أخرى سوى الأداء الثابت. وكان طرح سيارة «كاين» للطرق الوعرة في عام 2002 بمثابة تغير جذري في تاريخ الشركة. واختارت حاليا الشركة التابعة لشركة فولكسفاجن الألمانية معرضي لوس أنجليس وطوكيو للسيارات للكشف عن الشقيقة الصغرة لكاين، وهي سيارة «ماكان». وصممت السيارة، التي روعي فيها السعر بصورة أكبر من شقيقاتها، لتروق للعملاء المتنقلين الذين يتطلعون إليها لكنهم لا يمكنهم شراء طراز فخم من العلامة التجارية. وستظل بورش مرتبطة دائما بالسيارات الرياضية الأيقونية «911» لكن تبدو في المستقبل كما لو أن النماذج السريعة للغاية صممت لتكون ضمن الأقلية. واندهش بعض عشاق بورش عندما عرضت كاين للمرة الأولى، إلا أن الإدراك المتأخر لقرار تنويع النطاق وانتاج سيارة رياضية متعددة الأغراض(إس يو في) كان خطوة عبقرية. وتحولت كاين لتكون أفضل السيارات مبيعا. فمن بين 120 ألف سيارة وردتها بورش لعملائها في أنحاء العالم في الشهور التسع الأولى من هذا العام، كان هناك 63 ألف سيارة كاين. والبقية كانت طرز مختلفة من 911 مثل «بوكستر» ونطاق كايمان من السيارات الرياضية المتوسطة أو سيارات «باناميرا» ليموزين، بأرقام تكاد تكون متماثلة. وقال ستيفان براتزيل من كلية التقنية للتجارة والصناعة في بيرجيش جلادباخ «لو لم يطوروا كايين، لكانت بورش تواجه حاليا مشكلة كبيرة». ويعتقد براتزيل أن ماكان الجديدة لن تضر صورة بورش كصانع للسيارات الرياضية، لكنه حذر في نفس الوقت من «التقليل الزائد من قيمة العلامة التجارية». من جانبه، استبعد مدير مبيعات بورش بيرنهارد ماير حدوث هذا الخطر في وقت قريب وأوضح أن بورش ومقرها شتوتجارت كانت قادرة حتى الآن على ضخ ما يكفي من «حمض بورش النووي» في جميع الطرازات الجديدة. وربما تتسبب السيارة ماكان في التأثير سلبا على هوامش الربح الكبيرة لبورش، ويبدأ سعر السيارة في الولاياتالمتحدة ب52 ألف دولار، أي أرخص من أقل سعر لبيع كايين. وستباع السيارة بزيادة 5 آلاف يورو في الأسواق الأوروبية. وحددت الشركة هدفها بإنتاج 150 ألف سيارة بورش هذا العام. وعندما يبلغ انتاج ماكان ذروته في مدينة لايبزج بشرق ألمانيا، سيتم إنتاج حوالي 50 ألف سيارة سنويا. وسيتم بيع ثلث إنتاج ماكان في الولاياتالمتحدة، أكبر سوق للشركة قبل الصين.