تشتهر منطقة السرح بمحافظة النماص بتعدد آثارها وتنوعها والتي تتمثل بالحصون والتي تشكل في نمطية عمارتها فناً هندسياً يعطي صوراً من الإبداع الفني في البناء حيث نجد تناسقاً في لولبية الحصون أو تربيعها مع مراعاة نسب الميول. وتتميز الحصون بمنطقة السرح بكبر أحجارها وتعدد طبقاتها واستراتيجية مواقعها وقد حظيت منطقة السرح برعاية واهتمام الباحثين في علوم الآثار حيث أعطت وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف هذه المنطقة اهتماماً مميزاً فعينت حارساً من قبلها على الآثار الموجودة في بادية منطقة السرح. لقد اهتمت المملكة العربية السعودية اهتماماً خاصاً بالآثار فأنشأت قسماً خاصاً في جامعة الملك يُعنى بالآثار والمتاحف وقد بذل المسؤولون فيها جهوداً بارزة من أجل الحفاظ على هذه الآثار. سوق بني هلال ومضاربهم ربما لا يعرف الكثيرون أن مضارب بني هلال تقع في السرح وكذلك سوقهم التجارية وهذا يعطي دلالة قِدم تاريخ المنطقة وكذلك فهناك الحصون الدائرية والتي ردمت وهي تسمى بالردوم وهناك الكتابات والرسوم المتنوعة التي حفرت على الصخور وهي تعود إلى العقد الثالث من القرن الأول الهجري. ويوجد أيضاً محرق الجص الذي كان ينتج فيه الجص المستخدم آنذاك وتقول الروايات الشفاهية المتناقلة من الأجداد إلى الآباء إلى الأحفاد أن منطقة السرح بلاد هلالية سكنها بنو هلال مدة من الزمن حيث توجد اشعار محفوظة عن بعض المواقف والأحداث على لسان ابوزيد الهلالي والله اعلم مدى حقيقة هذه الروايات. كما يلاحظ وجود بعض الطرق القديمة الواضحة المعالم في بعض الأودية والجبال وأحد هذه الطرق يمتد من اليمن إلى أن يصل إلى مكة وكان يسلكه القادمون من اليمن لأداء فريضة الحج ويوجد على جوانب هذا الطريق كثير من الكتابات التي تدل على أماكن وجود المياه والتي يرمز لها برجل يحمل دلواً كما حدثني بذلك أحد كبار السن الذي أكد بأن منطقة السرح منطقة قديمة وفيها العديد من الآثار التي تدل على حضارة هذه المنطقة..