لم يأخذ المرض من رونق صوتها وحضورها شيئاً من البريق، فالفنانة الكبيرة وردة بدت متألقة وهي تغني على أدراج معبد جوبيتير في القلعة الأثرية في مدينة بعلبك التي لطالما أعلنت عن رغبتها في الغناء على أدراجها. متصالحة مع نفسها بعيداً عن المكابرة، لم تتردد في القول انها كانت منزعجة لأن لجنة المهرجانات لم تدعها إلى المشاركة في أي من مهرجاناتها الأعوام الماضية، فوحدها هذه المهرجانات كانت كفيلة بجعلها تعود عن قرارها بالاعتزال. خمس سنوات لم تقف فيها وردة على خشبة مسرح، وعندما وقفت استرجع معها الجمهور زمن الفن الجميل، من «وحشتوني» التي بادرت بها جمهورها الذي احتشد قبل ساعات من بدء الحفلة وعلى رأسه رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، إلى «حكايتي مع الزمان» وصولاً إلى «بتونس بيك» و«حرمت احبك»، ليلة طربية بامتياز أجادت فيها وردة لتثبت أن الزمن لم يزدها سوى تألقا وأن الابتعاد لم يزد جمهورها سوى شوقاً.