احتضنت صحيفة عكاظ 30 صحفيا خليجيا ويمنيا في ملتقى الشباب الإعلامي الخليجي يوم امس بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة. وبالتعاون مع اتحاد الصحافة الخليجية. خطوة عكاظ أتت كتأكيد على أن شباب الإعلام هم الرهان الحقيقي على المستقبل والاعتماد على وعيهم لتشكيل هذه القوة المانعة للأخطار من اجتياح مجتمعاتنا، وبإمكانهم تحصين أوطانهم من أية مخاطر محدقة. واستهل اللقاء وزير الثقافة والإعلام والذي شدد على أن العمل الإعلامي الناجح يجب أن ينطلق من فهم مستنير للحرية المسؤولة، الحرية التي تضع في اعتبارها مصلحة المجتمع في أي مصلحة أخرى، حرية مرتبطة بثوابت المجتمع الدينية والاجتماعية، حرية تؤمن بالعقد الاجتماعي، وبأن حرية الفرد يجب أن لا تتصادم مع حرية الجماعة وأهدافها وقناعاتها المشتركة، حرية تقرب وتجمع ولاتقصي، حرية تحارب الإرهاب والتطرف وإقصاء الآخر والمذهبية والنعرات القبلية والطائفية. مضيفا: الإعلام المستنير من أهم مميزاته أنه يعمل كمرآة تعكس ما يدور في المجتمع من حراك بمهنية واحترافية تتفاعل مع قضايا الممجتمع ويعطيها ما تستحق من دراسة وتحليل يهدف في المحصلة النهائية لتحقيق الصالح العام، بعيدا عن الفوضى التي نرى نتائجها في كثير من الدول التي كان أحد أسبابها المباشرة هو سوء استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي لتأجيج الناس، وأدت في نتائجها إلى فوضى عارمة وعدم استقرار، وكلنا نشاهد نتائج سوء الاستخدام هذا من خلال ما تنقله لنا وسائل الإعلام على مدار الساعة من اضطرابات لا نهاية لها. الدكتور هاشم يكرم وزير الاعلام واستطرد الوزير خوجة: إن الكلمة أمانة، وأنتم جيل المستقبل، يؤمل منكم بما من الله عليكم من قدرة وموهبة لإيصال هذه الكلمة، أن تضعوا مرضاة الله في مهمتكم الخيرة وأن تعملوا بروح المبشرين لا المنفرين مع السعي دوما على أن تكون رسالتكم الإعلامية هي رسالة تجمع لا تفرق، رسالة تضع في نصب عينها أهداف وأمن الجماعة في كل ما تتطرق له وتؤمن بالحوار كطريق لإيصال الأفكار، وتسعى دوما لما فيه خير الصالح العام، والقيام بدور أساسي ومحوري في الجهود التنموية للحكومات. ولنضع أمانة الكلمة في وعينا في كل ما نكتب، ونجعل مخافة ومرضاة الله نصب أعيننا انطلاقا من قول المولى جلت قدرته « فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض». واثنى الوزير على صحيفة عكاظ ممثلة في رئيس تحريرها الدكتور هاشم عبده هاشم على الجهود التي بذلت في سبيل انجاح الملتقى. وتطرق الوزير في كلمته إلى أن منطقتنا العربية تتعرض للكثير من المؤامرات الهادفة لتقويض أمنها وسلامتها وشغلها في دوامة من الصراعات التي لا تنتهي ووظفت القوى المعادية كل ما في جعبتها من شرور لجعل المنطقة تعيش في دوامة صراع دائم، واستخدمت لتأجيج هذا الصراع كل الوسائل بما فيها تشجيع الصراع المذهبي والطائفي. ومن المؤسف أن بعض أتباع الدين الواحد انجروا وراء هذه الصراعات، الكثير منهم يجهل الهدف، والقلة الباقية استخدمت كأداة أنيط بها تنفيذ أجندة قوى الشر والضلال لإشاعة الخراب والارهاب الذي أضر بالكثير من البلاد والعباد. واشار الوزير إلى أن اهم سمات عصرنا الحالي هو التطوير غير المسبوق في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عصر أصبح الانسان فيه يتلقى على مدار الساعة كماً هائلاً من المعلومات. وكما هو الحال مع كل الاختراعات الجديدة فإن طريقة الاستعمال هي المعيار لتحديد نتيجته هل هي مفيدة أم مضرة؟ عقب ذلك رحب الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير عكاظ بحضور الملتقى وقال: تأكيد لحضور شباب إعلام الخليج واليمن الفعال على كل الساحات وتصديهم لمعالجة قضايا أمتهم بهذا القدر الرفيع من التحمل للمسؤولية، وبأعلى درجات الوعي للمساهمة في تحمل تبعات المرحلة. مضيفا: وكما يعلم الجميع فإن دولنا وشعوبنا في منطقة الخليج واليمن مستهدفة ومعرضة لأخطار جسيمة تهدد أمنها وسلامتها واستقرارها. هذا الواقع هو الذي دفع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى دعوة إخوانه قادة دول مجلس التعاون في قمة الرياض للانتقال بصيغة مجلس التعاون إلى اتحاد خليجي قوي في عصر لا يحترم سوى التكتلات القوية والكبرى. وهو نفس الهدف الذي يدعو الآن شباب الخليج واليمن من الإعلاميين إلى تحمل مسؤوليتهم الكاملة تجاه تحقيق هذا الحلم الكبير الذي يراودنا جميعا حتى يخرج إلى حيز التنفيذ ويوفر بذلك ضمانة كافية لسلامة دولنا وطموحات أجيالنا. وأكمل الدكتور هاشم: لقد جاء الشباب الإعلاميون اليوم من دول الخليج الست ومن شقيقتنا اليمن لرسم ملامح هذا المستقبل الجميل من خلال ورشة العمل التي سيباشرون عقدها ويؤكدون معها على أهمية الدور القيادي للإعلام في تحقيق الأحلام الكبيرة لشعوب تنتظر من الكثير والكثير. منهيا كلمته: باسمكم جميعا أشد على أيدي شباب الإعلام الخليجي واليمني، وأذكرهم أن هذا الحضور الكبير هو اعتراف من الجميع بأهمية العمل الذي يقومون به اليوم وتنتظره الشعوب منهم وهم قادرون إن شاء الله تعالى على تحقيق الأهداف المرسومة له. السديري يكرم وزير الاعلام وقال رئيس اتحاد الصحافة الخليجية رئيس تحرير جريدة «الرياض» الاستاذ تركي السديري: إن هذا الملتقى يأتي كتأكيد على جدية الاهداف التي نسعى اليها خصوصا في هذا التوقيت فما يحدث في العالم العربي لم يتجه إلى الأفضل وإنما اتجه إلى الاسفل نتيجة خلافات كأنها تنظم خارج العالم العربي وتنفذ داخله ما نتج عنه فقدان الكثير من المميزات. ونحن في الدول الخليجية نختلف عن بقية الدول العربية الاخرى فهناك تميز اقتصادي جيد ونظام اجتماعي مختلف. واضاف السديري: لو أخذنا على سبيل المثال العراق الذي كان دولة عظيمة قبل 50 عاما وكان يملك قدرات هائلة، وتونس الذي كان اشبه ما يكون ببلد اوروبي. اين هما الآن ؟ بينما نحن في الخليج بدايتنا كانت من الصفر فقبل 50 عاما كان الوضع يختلف كليا عن الوضع الحضاري والاقتصادي الذي نعيشه الآن. والمملكة تحديدا من وضع مفكك سابقا الى الاولوية العربية حاليا. السديري يلقي كلمته وختم السديري كلمته بقوله: هناك حقيقة يجب أن ندركها وهي أن الإعلام يجب أن يساوي القدرة العسكرية في أهميته في المحافظة على المكتسبات التي تحققت. وفي تطوير مستويات الوعي الفكري لاستخلاص نتائج ما حدث من شواهد لا تنكر اثبتت السلبيات التي قادت الدول العربية الاخرى إلى الانهيار. كما اكد امين عام اتحاد الصحافة الخليجية ناصر محمد العثمان على اهتمام الاتحاد بالصحفيين الشباب منذ تأسيس الاتحاد في عام 2005 ونجعله في المرتبة الأولى من اهتمامنا منذ تأسيس اتحاد الصحافة الخليجية في العام 2005 ونؤمن انهم المستقبل والاستثمار الحقيقي في بناء الأوطان ونضع في اولوياتنا مسألة تطوير وتأهيل الصحفيين الشباب لذلك فإن كل المؤتمرات والدورات التدريبية والملتقيات التي عقدها الاتحاد طوال الفترة الماضية اهتمت بالشباب حتى أنه خصص ملتقى خاصا للصحفيات العاملات في الميدان عقد في دولة الكويت في نوفمبر العام الماضي برعاية وزارة الإعلام بدولة الكويت وبالتعاون مع جمعية الصحفيين الكويتية بغية تلمس المشكلات التي تواجههن وهن يؤدين رسالتهن وواجبهن. ويأتي هذا الملتقى الذي يعقد في جدة بالتعاون بين اتحاد الصحافة الخليجية وصحيفة عكاظ عبارة عن حلقة جديدة في مشوار العمل من أجل الشباب وتهيئتهم لتسلم زمام الأمور في يوم قريب. وانتهز هذه المناسبة لتقديم الشكر الجزيل للمملكة التي احتضنت هذه الفعالية المهمة وتقيمها برعاية وحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ولصحيفة عكاظ ورئيس تحريرها الدكتور هاشم عبده هاشم الذي يعود إليه الفضل الأكبر في الإعداد لهذا الملتقى وتنظيمه والإسهام بشكل عملي في ترجمة أهداف اتحاد الصحافة الخليجية إلى واقع، ما يؤكد سعيه الحثيث لخدمة هذه المنظمة وللارتقاء بقدرات الشباب الخليجي الذي نؤمن جميعا أنه قادر على ممارسة دوره بفاعلية. وختم الملتقى بورشة عمل حول «دور شباب الإعلام في تحقيق مشروع الاتحاد الخليجي» أدارها ثلاثة من قيادات صحيفة عكاظ، حيث ناقش المحور الاول: «معوقات التكامل الخليجي وطرق تخطيها» وأدارها نائب رئيس التحرير محمد المختار الفال، «استثمار الإعلام المرئي والإلكتروني في خدمة الاتحاد الخليجي كخيار مستقبلي أمثل» وادارها نائب رئيس التحرير هاشم الجحدلي، و«دور الإعلام المطبوع في بناء رأي عام دعم لفكرة الاتحاد كخيار مستقبلي وحيد» وادارها مساعد رئيس التحرير محمد الحربي. الدكتور هاشم يكرم العثمان الدكتور هاشم يلقي كلمته حديث باسم بين وزير الاعلام والسديري السديري يصرح لوسائل الاعلام حضور نسائي لفعاليات الملتقى الشباب الخليجي المشارك في الملتقى حضور كثيف في الملتقى من الحضور