في نقاش مع أحد الأقارب حول تساؤل طرحته عليه لماذا لم يخرج الجواز الأمريكي لمولوده المولود هناك، فذكر عدة أسباب مقنعة منها عدة واجبات يجب أن يلتزم بها المواطن الأمريكي تجاه موطنه يعرفها الأب والأم قبل أن يقرروا استخراج جواز امريكي لمولودهم منها سياسة التجنيد والضرائب وغيرها!!.. أدرنا النقاش في مجلس حوار آخر واستفزنا الصديق الحكيم عبدالرحمن حول واجبنا الوطني نحن الآباء تجاه بلدنا وكيف نستطيع أن نربي أبناء تعشق تراب الوطن، تجاذبنا الحديث حول درجات المسؤولية في التربية الوطنية واتفقنا بأنه لا يمكن لمنهج في مدرسة أن يقوم بهذا الدور وبأن التربية الوطنية تُصنع في المؤسسة الأولى "الأسرة" مثلها مثل بقية القيم الاجتماعية واللغة الأصلية ولابد أن يتعلمها الطفل من والديه قبل معلمه.. إن لم يكن البيت يحمل قيماً وطنية وسلوكا ايجابيا ويقوم بتعزيزها في ابنائه فلن تنفع لا المدرسة ولا المسجد ولا غيرها من المؤسسات الأخرى في تغيير هذا السلوك السلبي التي تبدو مظاهره في شكل سلوكيات خاطئة مثل: عدم المحافظة على البيئة، عدم احترام النظام والقانون، عدم المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، عدم الشعور بالفخر والانتماء تجاه الوطن وتاريخه وآثاره وأيضا عدم تشجيع المنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب إن كنت من هواة الرياضة وأيضاً السلبية واللامبالاة ومنها عدم الإبلاغ عن المخالفين أو المجرمين وأيضا التلاعب ورفع التاجر المواطن الأسعار والاحتكار والاتجار غير المشروع وغيرها الكثير من هذه الممارسات غير السوية والتي تدعى مواطنة سلبية.. يعرف محمود (1997م) المواطنة بأنها: (حب الفرد لوطنه، وانتماؤه له، والتزامه بمبادئه وقيمه وقوانينه والتفاني في خدمته والشعور بمشكلاته والإسهام الإيجابي مع غيره في حلها..) يشكّل الشباب في مجتمعنا أكثر من 60% من نسبة السكان وهذه ميزة تحسب لبلدنا نحتاج معها لرفع الوعي الوطني وأهمية المحافظة على المكتسبات والشعور بالانتماء والفخر لدى هؤلاء الشباب عن طريق عدة برامج يكون أولها وأهمها داخل الأسرة.. ومن الطرق المعينة على التربية الوطنية داخل الأسرة تقديم دورات وورش عمل للمقبلين على الزواج عن وسائل وطرق التنشئة الوطنية الإيجابية للأطفال وايضاً دورات تدريبية ومحاضرات مجانية ومطبوعات إعلامية تساعد الوالدين داخل الأسرة على تربية الأبناء على المواطنة الإيجابية وتجنب السلوك السلبي وكذلك إعداد وثيقة للمواطنة الإيجابية تتضمن كافة السلوكيات الإيجابية التي نرغب بمشاهدتها تظهر على سلوك الإنسان السعودي مستمده من روح الشريعة الإسلامية ويوقع عليها ولي الأمر عند استخراج شهادة ميلاد وتكون مثل خارطة طريق تربوية يتقيد بها ولي أمر المولود لكي ننشئ جيلاً يساهم بإيجابية في بناء هذا الوطن المعطاء.