منذ أعوام وفي كلّ مرّة تتخذُ لجنةُ الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم قرارها بمعاقبة جهة معينة سواءً أكان نادياًً أم لاعبا أو إدارياً لا يمكن أن يصدر دون أن يُثار خلفه كثير من الأخذ والرد الذي قد يفوق العقوبة ذاتها وتفتح من خلالها باباً كبيراً من التأويلات والشكوك والظنون وسوء النوايا التي يرى من طُبقت بحقه انّه مستهدف ويبدأ في استرجاع تجاوزات قديمة على جهات أخرى لم يصدر بحقها عقوبات يرى أنّها تستحقها محاولةً منه التقليل من خطئه ويبدأ في التساؤلات التي ترتكز غالباً في مقولة: ( ليه أنا أتعاقب وغيري لا ؟!! ) وهذا لا نشاهده عند من استقينا منها كل قوانيننا والتي تُعد مرجعية لنا في كل ما يحيط بكرة القدم إذ تصدر العقوبات ويتم الامتثال لها دون أيّ ضجيج !! ففي العقوبة الانضباطية التي صدرت بحق الهلال على خلفية تجاوزات فئة من جماهيره بترديدها عبارات عنصرية في مباراة فريقها الدورية أمام الاتحاد ومنذ ذلك اليوم لم يقر أي مسؤول هلالي بوقوع المخالفة حتى وان لم تكن عبر الناقل الرسمي لأنّها كانت واضحة ومن ثم إدانتها واستنكارها ليعلم الناشئة عدم رضاهم عنها، وبعد ذلك المطالبة بحقهم المشروع في استئناف القرار أن رأت أنّه لم يتم عبر الخطوات النظامية التي تحقق العدل والمساواة بين الجميع، لأنّ التبرير وتسطيح الأمور بعيداً عن صلب الموضوع والقفز عليها يعطي إيحاءً (غير مباشر) للجماهير قبل غيرهم بالتقليل من الأمر وبالتالي استمراره وتفاقمه وصعوبة القضاء عليه مستقبلاً!! وفي رأيي المتواضع أنّ مثل هذه العقوبات التي يدور حولها اللغط والأخذ والرد لايمنع بأن يتم الاستئناس فيها برأي المرجعية الرياضية الأولى "الفيفا" التي لا تعرف (لاجاني ولا مجنى عليه) وبالتالي سيكون رأيها هو الأكثر إقناعاً للجميع شأنه شأن الحكم الأجنبي الذي استعنا به لإدارة كثير من مبارياتنا التنافسية والنهائيات وارتكب فيها أخطاءً كوارثيه وغادر معززاً مكرماً ولم يترك خلفه أي تجاذبات أو احتجاجات من الفريق الذي وقع عليه الخطأ لأنّ المسؤول هنا أبعد من مخيلته التفكير في سوء النّوايا التي تجدها في مخيلته عندما يتعلق الأمر بحكم سعودي. وقفات * النصر في هذا الموسم أصبح يملك كلّ الإمكانات الحقيقية للمنافسة على لقب الدوري ولكن ما زال جزءاً من الحاجز النفسي الذي أبعده عن البطولات منذ سنوات موجوداً وسيتضح من خلال الجولات القادمة .. هكذا أتوقع !! * في السنوات الماضية غاب عن فريق الاتحاد وفرة العناصر الشابة المميزة بوجود مدربين مميزين وفي هذا الموسم يحدث العكس تماماً!! * من كان يحاربُ (مانويل جوزيه و جابريل كالديرون و راؤول كانيدا) ووصفهم بالمفلسين جفّت أقلامهم أمام بينات الذي يقلهم خبرة وتاريخ فوجهوها صوب الإدارة فقط .. وإذا عُرف السبب بطل العجب !!! * تعثر الهلال والنصر بخسارة الأول وتعادل الثاني من فرق غير منافسة على اللقب أتاح الفرصة للقادمين من الخلف لإعطاء الدوري مزيداً من الإثارة والتنافس بين عدد فرق! * الفوز المعنوي الذي حققه فريق الفتح قبل فترة التوقف في الرمق الأخير من مباراته أمام التعاون أتوقع انه سيخرج الفريق من حالة الانهيار النفسي الذي مرّ بها في بعض الجولات التي سبقتها وسيعود بعد التوقف بصورته المعروفة كحامل للقب الدوري!