بات الهمّ الأمني يطغى على السياسي في لبنان في ظلّ خواء حكومي متمادٍ. وبعد اكتشاف المديرية العامة للأمن العام اللبناني أخيرا شبكة تعدّ لأعمال تخريبية وتفجيرات واغتيالات لشخصيات ورموز سياسية وخصوصا في الشمال، انطلقت تصريحات أمس تحذر من تحوّل "بلوكات النفط" العشرة إلى "مزارع شبعا جديدة" كما قال النائب سيرج طورسركيسيان، فضلا عن تطورات أمنية غير مشجعة تواكب ملف النزوح السوري إلى لبنان والمتشعّب في أكثر من منطقة وسط شحّ في المساعدات المادية واللوجستية. في هذا الإطار قال المنسّق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في بيروت ديريك بلامبلي ل"الرياض" بأنّ " البنك الدّولي سيرأس يوم السبت المقبل اجتماعا خاصا بلبنان في واشنطن لمتابعة الآليات التنفيذية لاجتماع نيويورك لدعم لبنان الذي عقد في 25 أيلول الفائت". وأشار بلامبلي ل"الرياض" بأنّه " لمس تجاوبا وتضامنا قويا من قبل السفراء الأجانب والعرب الذين اجتمع بهم في بيروت من أجل مساعدة لبنان في أزمة النزوح السوري الذي تعصف به". مضيفا:" أنا على يقين بأن اجتماعات مماثلة ستنعقد في نيويورك أيضا على مستويات مختلفة غالبا ما تكون على مستوى السفراء لمتابعة المواضيع السياسية وإبقاء العين مفتوحة على أجندات الدّعم المعدّة". بالنسبة إلى المساعدات للنازحين السوريين وتوقعات ارتفاع العدد الإجمالي لهم في المنطقة مليوني نازح إضافي في سنة 2014 رفض بلامبلي ما يشاع عن غياب تدابير عملية اتخذت في هذا الملفّ، متحدثا عن مبلغ 530 مليون دولار أميركي صرفت من خلال الأممالمتحدة وشركائها في لبنان لدعم النازحين والسكان الذين يستقبلونهم". ويعترف بلامبلي بأن ذلك لا يكفي الاحتياجات مشيرا " إلى أن مؤتمر جنيف ( الذي انعقد في 30 أيلول الفائت) دفع باتجاه استقطاب المزيد من التمويل"، لافتا إلى أن " الاجتماع فتح الباب أمام بعض الدول للتفكير جدّيا بإعادة توطين نازحين على أراضيها، وهذا أمر مهم، علما بأن اجتماع جنيف لا يشبه اجتماع الكويت للمانحين حيث كلّ دولة تقدّم مبلغا من المال، ربما سيعقد اجتماع من هذا النوع لكن لم يكن اجتماع جنيف كذلك، واجتماع نيويورك أعطى حافزا قويا، وهذا ما تعتقده المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، حيث تحقق ارتفاع في الدعم المالي كنتيجة مباشرة لاجتماع جنيف". ولفت بلامبلي إلى أن "الالتزام الدولي قوي وموجود بمساعدة لبنان ودعمه لكن ذلك سيكون أسهل بوجود حكومة لأننا سنحتاج إلى شريك قادر على اتخاذ قرارات وفاقيّة وجماعية (...)" وعمّا يتداول عن تردّد بعض الحكومات عن تقديم الدعم اللازم للبنان لأن الحكومة الحالية تضمّ وزراء من "حزب الله"؟ تحدّث بلامبلي عن دعم من الجميع يطاول أجندات مختلفة، قائلا:" هنالك دعم تقدّمه دول للحكومة وآخر للجيش اللبناني وآخر للنازحين، صحيح بأن بعض الدول فقط تدعم الجيش، لكن في المقابل فإن دولاً كثيرة ملتزمة بمساعدة النازحين، الأمر غير كاف بالطبع ولدينا عمل شاق لإقناع المانحين باحتياجات لبنان الملحّة والحكومة تقوم بذلك أيضا، وبعض الدول العربية قدّمت الكثير، وهنا أشير إلى دولة الكويت التي استضافت اجتماعا للمانحين والتي كانت مانحا كريما، نحن واللبنانيون سنتابع الدعم بعد اجتماع نيويورك علما بأن جامعة الدول العربية هي مشارك رئيسي في مجموعة الدعم إلى جانب الاتحاد الأوروبي".